استكمالاً لرسالة دولة الإمارات العربية المتحدة السامية في مجال العمل الإنساني والتنموي، وترجمة لرؤية إنسانية تنفرد بها قيادتنا الرشيدة، ممثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تحرص الإمارات منذ نشأتها، وبشكل دؤوب على توسعة رقعة عملها الإنساني والتنموي إلى أقصى حد، وتختزل المسافات لإيصال الخير في شتى صوره إلى أكبر عدد من المحتاجين حول العالم، حيث تسير الدولة وفق نهج واضح يستهدف نشر ثقافة العمل الخيري والتطوعي بين مختلف فئات المجتمع، كما يستهدف أيضاً تنشئة أجيال تؤمن بأهمية دور العمل التطوعي في تخفيف معاناة الآخرين، وفي هذا الصدد، يواصل برنامج فاطمة بنت مبارك للتطوع تحقيق الأهداف والغايات التي أقيم من أجلها، حيث أطلق البرنامج المرحلة الثانية لمهامه الإنسانية لتغطية مناطق جغرافية أوسع في مختلف دول العالم، بهدف ترسيخ ثقافة العمل التطوعي والعطاء الإنساني بين الشباب، وبالأخص المرأة والطفل، وهو ما يبرهن بوضوح على أن الإمارات قيادة وشعباً تبذل قصارى جهدها لتحقيق مبتغاها الخيري والإنساني، ولاسيما ونحن في رحاب عام زايد الذي يتسابق فيه الجميع لإحياء قيم العمل الخيري والإنساني التي غرس بذورها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. وإذا جاء الحديث عن نهج زايد الخيري، يبرز بشكل خاص دور رفيقة الدرب سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة التي حرصت أشد الحرص على أن تسير على النهج ذاته، وحفلت مسيرة سموها على مدار عقود وسنوات بإنجازات مشرفة وجهود لا تتوقف يحفرها التاريخ بحروف من ذهب أسهمت ولا تزال تسهم في تحسين حياة الكثيرين وتخفيف معاناتهم، ما جعل من «أم الإمارات» أيقونة بارزة يشهد القاصي والداني بدورها الجليل في ساحات العطاء الإنساني، وفي هذا الإطار جاء برنامج فاطمة بنت مبارك للتطوع، كأحد الصور المشرفة لجهود سموها في ترسيخ الثقافة التطوعية، إذ استطاع البرنامج خلال الأشهر الماضية إحداث نقلة نوعية في مجال العمل التطوعي، من خلال: أولاً، استثمار طاقات الشباب في خدمة مجتمعاتهم. وثانياً، تبني أفكار ومبادرات خلاقة تساهم بشكل فعال في إيجاد حلول واقعية لمشاكل اجتماعية وصحية واقتصادية تحت إطار تطوعي ومظلة إنسانية. وقد جاء تدشين المرحلة الثانية من برنامج فاطمة بنت مبارك للتطوع لتغطية مناطق أوسع لتشمل المغرب وموريتانيا وباكستان بعد نجاحه في كل من الإمارات ومصر والسودان وزنجبار وأوغندا والصومال. وتتضمن المرحلة المقبلة من الحملة تكثيف المهام الإنسانية لتمكين الكوادر الطبية التطوعية لخدمة الفئات المعوزة، من خلال زيادة عدد القوافل الطبية والمخيمات التطوعية، إضافة إلى إرسال مستشفى متنقل يحتوي على سبع وحدات طبية ميدانية ووحدة متحركة إلى المغرب وموريتانيا وباكستان. وتندرج تلك الجهود المتواصلة والحرص على إطلاق المبادرات التي تشجع على العمل الخيري والتطوعي، وتدشين الحملات ذات البعد الإنساني، وإنشاء البرامج التي تستهدف تحسين جودة حياة المجتمعات المعوزة، تحت مظلة استراتيجية شاملة تتبناها دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة لترسيخ ثقافة العمل التطوعي والعطاء الإنساني، تقوم على مبادئ إنسانية رفيعة المستوى تستهدف في المقام الأول مد يد العون إلى كل محتاج في أي بقعة من بقاع العالم وتخفيف وطأة المعاناة الإنسانية، بلا حدود تحدها ودون أي فروق، وذلك تماشياً مع المكانة المميزة التي تحتلها الدولة على الخريطتين الإقليمية والدولية للعمل الإنساني والخيري، والتي باتت تبعث الفخر في نفوس قادة وأبناء الإمارات. ـ ـ ـ ـ ـ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.