كانت آخر مرة سمعنا فيها من المرشح السابق للرئاسة الأميركية «ميت رومني» بشأن الرئيس ترامب، عندما قبِل رومني تأييد الرئيس لترشحه لعضوية مجلس الشيوخ، وهو شيء كان رومني قد قال في السابق إنه لن يفعله. وغرّد رومني في التاسع عشر من فبراير قائلاً: «أشكرك سيدي الرئيس على هذا التأييد، وآمل أن نحصل أيضاً في سياق الحملة الانتخابية على تأييد وموافقة شعب ولاية يوتاه». وبالنسبة لكثيرين، كانت هذه من تقلبات «رومني» المثيرة، وإن كان آخرون اعتبروها أكثر رد متحفظ بصورة واقعية من مرشح جمهوري لمجلس الشيوخ. وأرى أنه كان بمقدوره عدم توجيه الشكر لترامب على تأييده دون قبول أو رفض، والاكتفاء بالرد على التغريدة بالجملة الأخيرة فقط. لكن رومني كتب قبيل المنافسات التمهيدية التي فاز فيها بترشيح الحزب الجمهوري لمقعد مجلس الشيوخ في ولاية يوتاه، تغريدة قال فيها: «سأؤيد سياسات الرئيس عندما أقتنع أنها تمثل المصلحة المثلى لولاية يوتاه والبلاد بأسرها»، مضيفاً: «لقد لاحظت أنه في العام الأول لإدارته تجاوز توقعاتي، فقد جعل قانون ضرائب الشركات الأميركي منافساً عالمياً، وعمل على تقليص التشريعات غير الضرورية، واستعاد الاستخدامات المتعددة للأراضي الحكومية في ولاية يوتاه، وأنا سعيد لأنه تراجع عن فرض رسوم جمركية بنسبة 35% على البضائع الأجنبية». ومن الغريب أنه لم يدرج بعض أكثر الإجراءات المندفعة، مثل الإبقاء على قانون الرعاية الصحية «أوباماكير» مع جعله أكثر تكلفة، والإغداق على زعيم كوريا الشمالية «كيم جونج أون» بالمديح. ثم يأتي تصريحه الأكثر تعقيداً: «كنت وسأظل أتحدث صراحة عندما يقول الرئيس شيئاً مسبباً للخلاف أو ضد المهاجرين أو مضعِفاً للمؤسسات الديمقراطية، وأنا وإن لم أقدم تعليقاً يومياً، فإني أعرب عن وجهات النظر المغايرة عندما أعتقد أن هذا الأمر له أهمية كبيرة». لعل رومني يعني أنه لن يصدر تصريحاً مع كل موجة غضب، وإنما سيرد إذا سئل، وهذه نقطة وسط عادلة، لكن الناخبين في يوتاه وولايات أخرى محقون في القلق من أن ينزلق رومني بعيداً بدافع الكياسة! جينفر روبن كاتبة أميركية يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»