يعرب الرئيس دونالد ترامب يومياً عن غضبه من التحقيق بشأن التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية عام 2016، ويحاول تشويه بعض وكالات إنفاذ القانون، لكن ذلك الغضب لا يخدع الغالبية العظمى من الأميركيين. وبهامش 55 في المئة مقابل 34 في المئة، يرفض الأميركيون تعامل ترامب مع التحقيق، بحسب استطلاع للرأي أجرته قناة «سي إن إن». وعلاوة على ذلك، شهدت معدلات تأييد المستشار الخاص «روبرت مولر» ارتفاعاً في الاستطلاع ذاته، إذ أكد 47 في المئة الآن أنهم يؤيدون تعامله مع التحقيق، مقارنة مع 41 في المئة فقط في يونيو الماضي. وينبع ذلك التغيير من التحول في موقف «الديمقراطيين»، الذي يؤيد ثلاثة أرباعهم تقريباً في الوقت الراهن عمل «مولر»، بارتفاع عشر نقاط تقريباً منذ يونيو. وعندما سئلوا حول ما إذا كانوا يتصورون أن التدخل الروسي في انتخابات 2016 أمر خطير، اعتبر 58 في المئة أنه كذلك وينبغي التحقيق فيه بحسم؛ بينما رأى 37 في المئة أنها محاولة لتشويه ترامب.
وأما غالبية أولئك الذين يصرون على اعتقاد أن التحقيق هو مجرد محاولة لتشويه ترامب فمن المستبعد إقناعهم بغير ما يقول أو يفعل ترامب، فهم أشخاص غير منطقيين يصعب إقناعهم، يتلقفون كل تفسير حتى وإن كان سخيفاً، ويصدقون أية نظرية مؤامرة طالما أنها تبرئ الرئيس. وتنطبق هذه الأوصاف على الشريحة الكبرى من «الجمهوريين» في الوقت الراهن.
لذا، لا بد أن تنعكس بيانات استطلاع الرأي على تقييمنا للملابسات السياسية للتحقيق في التدخل الروسي. فتلك الشريحة الكبرى من «الجمهوريين» سترفض قبول أي دليل على خطأ ترامب، والمرجح بشكل قوي أن الغالبية في مجلسي النواب والشيوخ ستقف إلى جانبه. والبعض لن يصدق أياً من نتائج «مولر». وحتى إذا تبدل موقف مجلسي النواب والشيوخ، فمن المستحيل تماماً تصور أن أغلبية الثلثين في مجلس الشيوخ ستؤيد اتخاذ موقف ضد ترامب. لذا، يتوجب على «الديمقراطيين» إذا فازوا بأغلبية في أحد أو كلا المجلسين، التفكير في طرق لحمل ترامب على الاختيار بين الرئاسة والشفافية المالية.

يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»