قبل أقل من عامين كانت الحكمة التقليدية تدلنا على أن الرئيس ترامب غيّر الخريطة السياسية، فمعاقل الحزب الجمهوري في الجنوب أُضيفت إلى مكاسب الحزب في الغرب الأوسط، مما يعطى للجمهوريين سيطرة انتخابية لسنوات مقبلة. لكن يبدو أن الديمقراطيين هم الذين يسيطرون على مقاعدهم أو سينتزعون مقاعد أخرى في ولايات يهيمن عليها الجمهوريون عادة مثل ميزوري ومونتانا وإنديانا. بيد أن السباقات مازالت غير حاسمة النتائج. فقد أشار استطلاع للرأي أجرته شبكة «سي. بي. إس» إلى أن هناك «عدداً من الديمقراطيين الذين يشغلون مقاعد بالفعل في مجلس الشيوخ يحاولون الفوز في إعادة الانتخابات في ولايات تصوت عادة لصالح الجمهوريين.
ويهدد الديمقراطيون أيضاً بانتزاع مقاعد في ولايات شديدة التأييد عادة للجمهوريين، مثل أريزونا وتينيسي وتكساس. وبعبارة أخرى، فإن شاغلي مقاعد مجلس الشيوخ من الديمقراطيين في الولايات ذات الميول الجمهورية، قد يكونون أكثر اطمئناناً للبقاء في مقاعدهم، بينما قد يكون الجمهوريون في الولايات ذات الميول الجمهورية معرضين لخطر أكبر.
وحين يأخذ المرء بالاعتبار معدلات التأييد المنخفضة للرئيس والتأييد القوي لصالح الديمقراطيين، فإن توقعات فوز الديمقراطيين تبدو أكثر وضوحاً مما قد يعتقد المرء. لكن بعض الاعتبارات يجب وضعها في الحسبان.
أولا: تؤثر التصرفات الفردية للمرشح في السباقات المحتدمة المنافسة.
ثانيا: تزايد عدم أهمية الاقتصاد في الانتخابات. فقد أشار أحدث استطلاع للرأي لمركز غالوب إلى أن «نسبة منخفضة تبلغ 12% من الأميركيين يشيرون حالياً إلى بعض جوانب الاقتصاد باعتبارها أهم مشكلة تواجه الولايات المتحدة، انخفاضاً من 17% الشهر الماضي».
ثالثاً: هناك عدد كبير من المرشحين الأقوياء لمناصب حكام الولايات بينما هناك بعض الجمهوريين المنهكين فيما يبدو.
وأخيراً: يقع كثير من هذه السباقات في إطار هامش الخطأ. فتقدم مرشح ما بعدد قليل من النقاط لا يحسم السباق طالما أن هذا العدد من النقاط أقل من نقاط هامش الخطأ.

جنيفر روبن
كاتبة أميركية
ينشر بترتيب خاص مع «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»