شبابنا في الفضاء، بمركبة الطموحات السامية، يسعون ويمرقون عبر لحظات التجلي، ويمرون في شوارع الإبداع كأنهم الطيور المحلقة في العلا، المحدقة في الأفق، تتبعهم عيون العشاق، والذين يدعمون ويعززون ويكرسون الجهد من أجل أن يروا الأبناء وهم يخترقون قشرة المستحيل، ويمضون بلا تأجيل، ويدخلون غرف المجهول، بمصابيح الوعي المجلل بالرغبة العارمة، بأن تكون الإمارات الأولى، والاستثنائية، والفريدة، في طرق أبواب المجد المجيد، والوصول إلى نوافذ السعد، والسؤدد، وتحقيق الآمال، وإنجاز مشاريع الوطن بثقة، مؤزرة بثبات الموقف، وقوة المعنى، ورصانة المبدأ، ورزانة القيم، ومتانة الحب. شبابنا ينجزون قمرهم الاصطناعي (خليفة سات) بقدرة الذات الإماراتية، وكما قهر الآباء والأجداد لظى الصحراء، اليوم هم يصعدون الفضاء بمقومات شامخة، وقدرات راسخة، وتصميم وعزم الرجال، والنساء الأوفياء، والنبلاء، والنجباء، والإجلاء، الذين يعرفون قيمة النجاح وأثره ومآثره، يعرفون أن الإمارات اليوم أصبحت دولة ذات قدرات فائقة، تتحدى سطوة الريح، بصرامة الذين لا يخنعون للعواصف، ولا يخضعون للإحباط، هؤلاء المؤمنون بأن العقل البشري، في كل مكان وزمان، يملك أدوات الظفر بالإنجازات العظيمة، متى ما تجاوز مناطق القنوط، والامتعاض، واليأس، والبؤس، ورعشة الخوف من الجديد. أبناؤنا وشبابنا وأشبالنا يحذون حذو قيادتهم، التي استمطرت مصاعب الحياة، وجعلت من الصحراء جملاً عملاقاً يحمل على سنامه غاية المجد، وراية الفرح، والآن يأتي الدور لشباب عاهدوا الله أن يكونوا بمستوى الموقف، وبمقدار الحدث، يؤدون المهمة بكمال وجمال، ولا يهابون ما خلف الغشاء الكوني، لأنهم اعتصموا بحبل الله، ونالوا من المعرفة ما يؤهلهم لأن يكونوا في المقدمة، هؤلاء الذين سيكونون الرواد، والمدرسة التي سيتأهل منها من يأتون من بعدهم، وهكذا هي بلادنا، الناس فيها حلقات تطور، وبناء يكمل بعضه بعضاً، والعجلة تدور، ولا توقف ولا انتظار لغد يأتي، بل هم يسبقون الغد، ويمسكون بشمسه، ثم يضعونها في وعاء العقل، ويمضون مستشرفين المستقبل بمصابح الوعي المشرقة، ويهبطون على كوكب النجاح، فرحين بإنجازهم، كما أفرحوا قيادتهم، وأهلهم وكل محبي الإمارات، وعشاق النجاح. والقائد يتوسط الناجحين، ويحرضهم على الأمل ويدفعهم إلى ذلك النجم الرابض هناك، إنه نجم النصر على العسير من مدهشات العلم، ويقود مسيرتهم إيماناً من سموه أن وظيفة القائد هي القدوة والنموذج، ولا نموذج ومثال يحتذى غير قائد وضع كل إمكانات البلد تحت تصرف المبدعين، والبالغين حدود الامتياز.