تختتم اليوم في دانة الدنيا الدورة السادسة من القمة العالمية للحكومات، والتي عقدت تحت الرعاية الكريمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، وشهد الجلسة الافتتاحية لها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. ثلاثة أيام من الفعاليات والجلسات المكثفة والندوات والنقاشات المتفاعلة، والتي أكدت في مقدمة ما أكدته نجاح القمة كمنصة عالمية تعنى بمستقبل الحكومات وحدث سنوي يحرص قادة ومفكرو العالم وصناع القرار على المشاركة فيه. وما وجود أكثر من أربعة آلاف مشارك تحت العنوان العريض للقمة «استشراف المستقبل» إلا أحد دلائل وعلامات هذا النجاح والتميز والتفوق. وأتوقف هنا أمام دلالات المشاركة الاستثنائية والتفاعل الاستثنائي مع كلمة الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في كل دورة من دوراتها، ففي كل دول العالم يرتبط اسم وزير الداخلية بالملفات الأمنية والغموض والانغلاق، إلا هنا حيث يقف سمو نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ليسلط المزيد من الأضواء على إرث القائد المؤسس باني الإمارات الحديثة الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، ويعرف الحضور من مواطنين ومقيمين وضيوف القمة بما تمثله الإمارات، كأرض للإلهام والفرص. وهي ليست الفرص بمعناها في النجاح الاقتصادي، وإنما في إعادة بناء منظومة القيم التي تنطلق من اكتساب الثقة بالنفس للإبداع والابتكار والانطلاق بالإنسان لخدمة نفسه وأسرته ومجتمعه ووطنه وصولاً لإسعاد البشرية. وفي محاضرته القيمة، لم يكتفِ الشيخ سيف بن زايد بتعريفنا على نماذج ناجحة وملهمة انطلقت من الإمارات «أرض الإلهام والفرص»، وإنما أطلق منصة عالمية للإلهام، تحمل اسم «زايد الملهم»، ونحن في عام زايد في الذكرى المئوية لقائد وضع اسمه في سجل القادة الخالدين الذين تتذكرهم الإنسانية جمعاء لإسهاماتهم المتفردة ليس لإسعاد شعوبهم فقط، وإنما البشر كافة دون تمييز بسبب عرق أو لون أو معتقد. وهي قيم جعلت من الإمارات بوتقة أنصهر داخلها الجميع من أجل الخير وللخير يعملون ويبتكرون. وإذا كانت من كلمة أخيرة ونحن نسدل الستار على هذا الحدث العالمي اليوم، فهي الشكر لكل الجنود المجهولين الذين جعلوا من أيام القمة ذكرى جميلة لا تنسى.