من الصعب أن تصنع فريقاً ينافس على البطولات المحلية، ويصعد إلى منصة التتويج، ولكن الأصعب هو أن تصنع فريقاً تكون له هوية، تصبح له شخصية، فالمحلية تبقى محلية، أما الآسيوية فهي «صعبة قوية»، والمحلي عندما يتوجه إلى الخارج، تنتابه الرهبة، يصبح غريباً تائهاً في الغربة، يفتقد الطموح والحافز والرغبة، يكون بلا حول ولا قوة، يرفع الراية البيضاء مبكراً، يلوح بها ويعلن استسلامه، فينطبق عليه المثل: «أسد علي وفي الحروب نعامة». قد تصنع بطلاً صلاحيته تنتهي بعد موسم أو موسمين، والأجدى أن تصنع فريقاً يصبح رقماً ثابتاً على مر السنين، يحدث هذا عندما يتم الزج به بقوة في المنافسات الخارجية، والعين هو المثال والنموذج الذي يجب استنساخه بالنسبة لكل الفرق، لا أتحدث عن المنافسات الخارجية فقط ولكن أيضاً على الصعيد المحلي، فعندما وضع العيناوية المشاركة في البطولات الآسيوية هدفاً وأولوية، أصبحت له شخصية، بات لا يهاب اللعب في أي مكان، يواجه أعتى الفرق في القارة بقلب من حديد، وهو ما انعكس على شخصيته في الداخل، فهو مرشح دائم، ويتغير المنافس ويختلف الغريم، أما هو فلا يتغير ولا يختلف ويبقى هو الزعيم. قبل أن يشارك العين في البطولات الآسيوية كان رصيده لا يزيد على 7 بطولات حققها في 21 سنة منها 4 ألقاب دوري، وبعد مشاركته ودخوله المعترك القاري منذ 21 سنة كذلك، حقق 23 لقباً، منها 8 بطولات للدوري، كما حقق الخليجية وأتبعها بالآسيوية، وبعد مشاركته في آسيا حقق العين لقب الكأس 6 مرات، وكانت من قبل قد استعصت عليه، فلم تمنعه جديته في المشاركات الخارجية من التفوق محلياً، بل زادته قوة وضاعفت لديه الرغبة، وزادته كبرياء وصلفاً وهيبة. الاستمرارية بحاجة إلى الكثير من الشجاعة، وعندما تضع لك أهدافاً بعيدة، ستكون أهدافك القريبة أسهل وفي متناول اليد، وهي بحاجة إلى خطة طويلة المدى، وإدارة تزرع اليوم حتى لو حصد غيرها في الغد، وبحاجة إلى جماهير متطلبة، لا ترضى بالقليل، وعلى سبيل المثال جماهير العين التي ترفع شعار المنافسة على جميع الألقاب، وترفض التفريط وتمقت الخسارة، سواء في البطولة الآسيوية، أو حتى في مباراة ودية، ولا تصدقوا أنها لم تكترث بعد الخسارة الأخيرة بالخماسية، هذه الجماهير بلغ بها حجم الطموح «وزود البطرة»، أنها لا تقنع بعصفور باليد ولكن بعشرة على الشجرة.