لن نحسب الأيام والسنوات التي مضت على بداية أيام الشارقة المسرحية، ولكن سوف نعدد فرحنا وسعادتنا بهذه الشمعة التي أضيئت على أرض الابتسامة الدائمة، شارقة الحب والعطاء والمشروعات الرائدة التي سطرها، وما زال صاحب الفضل والراعي دائماً وأبداً كل عمل وجهد يخدم المسرح المحلي والعربي، كم نحن سعداء بهذا الزمن والعمر الذي مرَّ ونحن نبهج ونفرح كل عام بأيام جميلة رائعة وفنية ووقود يشعل نار العمل والعطاء والإبداع في المجال المسرحي، كم من نص ومسرحية وفنان قدم مجهودات كبيرة على خشبة أيام الشارقة المسرحية، وكم أسعد جمهوراً محباً لهذا الفن الرفيع على مدى ثلاثين عاماً، وهو يحضر لمرافقة العروض المسرحية التي قدمها أهل المسرح محلياً وعربياً، بل هذا الجمهور الذي فرخ أعداداً جديدةً انضمت إلى المحبين والمخلصين والعاشقين للفن المسرحي.
كنا نشاهد شباباً مندفعاً وحماسياً لحضور بداية أيام الشارقة المسرحية، استمر فترة طويلة ممتدة يتابع ويلاحق العروض المسرحية في مختلف قاعات العرض، ثم بعد زمن انضم إليهم الأبناء، وربما الأحفاد، في تتبع مسير المسرح والرصانة المسرحية والاختيارات الجميلة الموفقة لنوعية الأعمال التي تقدم في هذه الأيام، حتى أصبح معلوماً ومحفوظاً أن أيام الشارقة المسرحية هي للفن الراقي والعمل الجاد، ولا طريق للمسرحيات التهريجية التي ظهرت في بعض المسارح الخليجية، وظلت الأيام عنواناً لجمالية وروعة الاشتغال على الجدية والأعمال الرصينة، وزادها أهمية ورصانة اختيارات العروض المهمة التي تقدم في بداية كل افتتاح لدورة العرض والنشاط المسرحي وانطلاقات الأيام، حتى أصبحت البدايات نموذجاً وعنواناً للرصانة والعمل الجاد المفيد الذي يمكث زمناً طويلاً على أرض وخشبة المسرح، وأهمها بكل تأكيد الأعمال التاريخية الفخمة الرصينة التي خطها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
كل أعماله المسرحية، كانت مهمة جداً، وأثرت العمل المسرحي، حتى أصبحت واحدة من أعمدة الأعمال المهمة في المسرح العربي، وقدمت في أكثر من دولة عربية، ونالت نجاحات كبيرة.
من أعماله الجميلة والتاريخية أعجبتني رواية «بيبي فاطمة وأبناء الملك» رواية تتحدث عن حدث مهم في هرمز ومحيطها والكثير من الأحداث والتقلبات الأسرية والاجتماعية والتاريخية، كنت آمل أن تتحول إلى مسرحية، وتقدم في إحدى دورات أيام الشارقة المسرحية، لا أدري إذا كانت تحولت فعلاً إلى ما أتمنى، ولكن إن لم يحصل، فإن الأيام عائدة وقادمة والعمل والفن الذي يكتب لا تمحوه الأزمنة أو الوقت.
هذا النشاط المسرحي الذي يضيء المدينة، وهو امتداد لروح العطاء والجمال وحب كل جميل يخدم الناس ويقدم بلدنا بأنها ماضية في مشروعها الحضاري والثقافي والفني، حيث إننا أبناء وأحفاد عشاق الخير والحب والجمال والعطاء الذي لا ينقطع، ويشرق دائماً برؤية هذا المحب وذاك.