لها أكتب، فلمثلها تساق الحروف، لمن فتح داره للضيف، لمن سخر كل قدراته للأشقاء، دعوني أخبركم عن وطن الوفاء، ودار الأنقياء، وبلد العطاء، عن جود ليس مثله جود، عن كرم فاق الحدود، عن تلك الرائعة المضيئة المتألقة على ضفاف الخليج، تلك الشامخة النائفة الأبية، عن الأحمدي وكيفان وخيطان والسالمية، عن الفروانية وحولي والجهراء والشويخ، عن المباركية، حيث ينطق التاريخ، وعن عشق خليجي يسكن في كل بيت، دعوني أحدثكم عنها، هذه هي الكويت. أميرها صباح، رمز الإنسانية، رجل السلام، صباح الحكيم، صباح الإنسان، حيث الشموخ والتواضع وجهان لعملة واحدة، شخصية لا تتكرر في الزمن كثيراً، حباه الله بالحب والقبول، سخر وقته وجهده، انفق سنوات حياته في خدمة وطنه، ورعاية مصالح الناس، حاكم لا يظلم في بلده أحداً، ومواطن يعشق خليجه، هذا الذي أفعاله تصب في خانة الوحدة، هذا الذي بحكمته يحل العقدة، هذا هو الحاكم ابن الحاكم حفيد المؤسس مبارك الكبير، ذاك هو صباح الوطن، صباح الأمير. جاء الخليجيون إلى الكويت ليشاركوها احتفالاتها برفع الإيقاف عن الكرة الكويتية، وعودة الروح إلى المدرجات، ومن فرط جودها وكرمها شاركتهم آمالهم وأمنياتهم، أصبحت جزءاً جميلاً من تفاصيل حياتهم، وبالأمس ودعتهم ولكنهم لم يودعوها، حملوها معهم، نقشوا اسمها في ذكرياتهم، احتلت حيزاً أثيراً في قلوبهم، أبوا أن يتركوها، لم يودعوها، فهذه الأرض لا يفوق طيبتها سوى حسنها وجمالها، من يتنفس هواءها لابد أن يعود لها. انتهى المحفل الخليجي، وتوج المنتخب العُماني بطلاً للخليج للمرة الثانية بتاريخه، خسر منتخبنا الوطني بركلات الحظ، ولكن الأهم ألا نخسر كل العمل الذي حدث خلال الفترة القصيرة الماضية، والمطلوب استثمار المكتسبات التي تحققت والإيجابيات التي حصلنا عليها، وفي دورات الخليج الثاني مثل الأخير فالتاريخ لا ينصف ولا يتذكر سوى الأبطال، ولكن العمل مستمر والحياة لا تتوقف، كرة القدم ستظل متواصلة والبطولات قادمة، والحظ الذي عبس في وجهنا، سيبتسم لنا إن اجتهدنا وأخلصنا.وكما قالها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، «عُمان والإمارات ـ الفوز واحد»، فالكأس حصل عليها أشقاء يجمعنا بهم الدم والنسب والماضي والمصير، كأس الخليج انتقلت من غرفة إلى غرفة في البيت الخليجي الكبير.