قصر الحصن.. كأنك الطير على غصن عملاق تحدق في الأعماق وترفع أجنحة للأعلى لذاك الناظر في الآفاق، فأنت يا سيدي، سيد الأشواق، رسمت للتاريخ مداراً وللعشاق، ومضيت في التضاريس حكمة من طوقوا الأعناق بقلائد وفرائد وقصائد، وشواهد، هي من جملة الأنساق. قصر الحصن.. كأنك في التاريخ نبضة وومضة وقبضة الحُلُم على سرد الأيام، وما خطر على بال الطير والشجر والحجر والأنام، أنت في السرد أنشودة وأيقونة وقيثارة ومنارة وسوار ذهبي في معصم الزمن.. قصر الحصن.. اللحن والنغم والفن وأعلى الشيم، والغصن المكلل بأحلى القيم، أنت.. أنت.. في أبوظبي موال ومنوال وسؤال، وأحوال تهدي للأجيال النقش الذي طاف على كف الوطن، ويسرد للآتين كيف كانت السواعد مثل الأشرعة تسافر في الزمن، وفي عويل المحن تبدو ناصعة رائعة مبدعة، متسعة في السماوات والأرض مترعة من نفح أرواح الأصفياء بكبرياء النخوة والصبوة. قصر الحصن.. التاريخ بعراقته وأناقته ولباقته ولياقته يمشي على بياض جدرانك، ويقرأ عن خصال ونصال، ووصال، وكمال وجمال، والقيمة فيك أنك.. أنك في الأصل فكرة من أسس وقبس ونبس وطرس وما نضب النهر بل إن القامات تتواصل انهماراً، وأنهاراً، وأزهاراً، وازدهاراً، وإبهاراً، والعطاء يجدد النسيج بكل الطاقة الإيجابية. قصر الحصن.. سارت الخطوات الكريمة على باحتك والأعناق مرفوعة، كأنها الأفنان في شموخها ورسوخها، كأنها البروق تشق عنان السماء وتهدي للغيمات ضوء المطر المسَّطر على أديم الأرض، والناس من حول الرجل النجيب الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي العهد الأمين نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة تسير كالكواكب في فلك النجم الرحيب. قصر الحصن.. أنت.. أنت في الوجد مجد، وحد، وسد، وجد، ورفد، وقد، وجيد، ونجد، أنت في الراهن ماضٍ يحكي قصة المستقبل برؤى الأفذاذ، أنت في الراهن الحرز والرقية، فيك شفاعة القيم العالية، والطموحات المتوالية وعزة الأجيال المتجلية.