«الحبس والغرامة لكل من لا يلتزم بالتدابير الوقائية، والتقيد بالتعليمات التي تعطى له، بهدف الحيلولة دون نقل العدوى إلى الآخرين». هذا ما ينص عليه القانون الاتحادي، بشأن الأمراض السارية، لسنة 2014، بوضوح لا يقبل الالتباس، وبعقوبات تسري على مخالفي الخطة الوطنية، لمنع تفاقم انتشار فيروس كورونا المستجد «كوفيد ـ 19».
ولولا هذه العدوى المرعبة التي تجتاح العالم، وتنشر فيه الموت كل ثانية، لما احتاجت وزارة العدل أمس الأول إلى التذكير بهذا القانون، ولولا أن بيننا من يستهتر بالأمن الصحي، لما وجدنا آلاف المواطنين والمقيمين يطالبون على مواقع التواصل الاجتماعي بالتشدد في تنفيذ التشريع، ويستنكرون ذلك الفيديو الذي تظهر فيه سيدتان في دبي، تسخران من حملة «خلك في البيت»، بحثاً عن استعراض فج، ودراما مرضيّة، لا علاج لها، إلا الردع، بذراع القانون.
نحن في مرحلة صعبة جداً، وكلنا على السفينة نفسها، والمحاججة بأن استهتار السيدتين سلوك فردي ليس أكثر، ينطوي على خطأ فادح، فالفيروس أيضاً ينتقل من فرد واحد، ويصيب عشرات الآلاف من البشر، وهذا ما حدث في إيطاليا حرفياً، كما أن حالة واحدة، أدت إلى انتقال العدوى إلى 17 شخصاً في الإمارات في الأيام الأخيرة.
تدعو السيدتان إلى كسر التباعد، وتستخدمان لغة غير لائقة، ومفرطة في الأنانية، في حين يواصل الآلاف من الفرق الأمنية والطبية والتطوعية واجبهم في إدارة الأزمة بإخلاص وكفاءة، ولا ننسى أنهم أيضا يواجهون خطر الإصابة، ويشكلون دروعاً واقية للسيدتين، وللمجتمع بأكمله.
الصراحة والمكاشفة ضروريتان، والنظام الصحي لم يخف أية معلومة، والرهان ما يزال قوياً على الوعي الاجتماعي، فهو خط الدفاع الأول، وصلابته تحمينا جميعاً، وقد سجل الإعلام في الأيام الماضية مشاهد تدعو للتقدير والاحترام لمواطنين ومقيمين التزموا بتعليمات السلامة في التسوق والتباعد الجسدي، وعدم الخروج من المنازل إلا للضرورة القصوى، ولا يجوز أن يدفع الملتزمون ثمن استهتار البعض، وتجاوزه على القانون.
«خلك في البيت» ليس إلا إجراء أوليّاً في خطة الطوارئ للتصدي لهذه الجائحة العالمية، ومن يلتزم فإنه يقوم بواجبه ليس أكثر، فنحن لم نصل إلى الإغلاق وحظر التجول، ونأمل ألا تضطر الدولة إلى ذلك، كما حدث في بلدان عدة في العالم، نشرت قواتها المسلحة لفرض الالتزام، ودرء الخطر. ولنذكر أن الاستهانة بالمكوث في المنازل، كلّفت آلاف الأرواح والإصابات، والقصص في هذا السياق منشورة، لمن يعتبر.
نشاهد ما يحدث في دول العالم، ولا نعاني منه، بالقدر الذي تواجه فيه شعوب أخرى صعوبة تدبير الدواء والغذاء. تنبهت قيادتنا للخطر مبكراً، واستعدت بلادنا جيداً لتمر هذه المحنة بأقل الخسائر، ولا أقل من أن نكون جميعاً جنوداً في «جيش الإمارات الإنساني»، ليكون النصر حليفنا، بإذن الله.