الأرقام لدينا في حدود 3736 مصاباً، والوفيات دون العشرين بوباء «كوفيد - 19»، وأكثر من 588 متعافياً، وسرعة التفشي زادت عن التوقعات في العالم، أو ربما لم تعد التوقعات قادرة على رسم خطوط في منحنى انتشار الفيروس، مع غموض كبير يكتنف هذا الخطر الداهم الذي تواجهه البشرية.
من كوريا الجنوبية، تقول الأخبار إن فحوصاً أظهرت أنّ الفيروس عاود الظهور في عينات عشرات المصابين المتعافين. وهذا وحده كفيل بإلقاء ظلال من الشك حول فرضيات علمية راسخة، استنتجها العلماء من تاريخ الفيروسات والأوبئة، وفي كل يوم نقرأ عن سيناريوهات مسار هذه الجائحة، وعن نصائح طبية جديدة، تفرض على الدول والمجتمعات تغيير خططها في الوقاية، وآخرها أنّ مسافة التباعد المطلوبة بين الأشخاص باتت أربعة أمتار.
هذه ليست مقدمة للتشاؤم، ولكن هذا ما يحدث الآن، وقد أصبح خبر الجائحة في أي دولة في العالم شأناً محلياً لكل دولة، وارتفاع الأرقام في أي مكان يساعد على إجراءات المواجهة، ويظل أفضل من وجود إصابات غير مكتشفة، لا تعلم عنها الجهات الصحية، ما يزيد الأمر سوءاً على الفرق الطبية والإمكانيات الصحية.
الأرقام في الإمارات لا تزال تؤكد أننا قمنا ونقوم بكل ما يمكن من سياسات وإجراءات للتصدي الفعال للجائحة، ونحن مثل غيرنا، نعلن كل يوم عن الإصابات، ونحقق كل يوم مكاسب مع ارتفاع أعداد المتعافين، ومع استمرار التدابير، وأهمها الجهود الجبارة لفرق التقصي الوبائي، والتجاوب مع الجهود الإقليمية والعالمية في هذا السياق.
ومن الطبيعي أن تتزايد أرقام المصابين في الإمارات خلال الأيام المقبلة، وهذا ليس مقلقاً، بقدر ما يظهر فعالية عملية التقصي الوبائي لدينا.
أجرينا حتى الآن أكثر من نصف مليون فحص، وتوسيع نطاق الفحوص يضعنا في صورة دقيقة، خصوصاً ما يرتبط باكتشاف مدى التزام المصابين بشروط الحجر الصحي، أو وجود مخالفات لتعليمات التباعد الجسدي، كما تقول وزارة الصحة ووقاية المجتمع.
دولتنا تعيش حالة الطوارئ التي تعم الكرة الأرضية، وتساعدنا إمكانياتنا الاقتصادية والطبية والوعي الاجتماعي، واستنفار جيشنا الإنساني في كل القطاعات، على الثقة بأننا سنتخطى هذه الجائحة، إلى أن يتوصل العلماء إلى اللقاح والعلاج الناجع.