أمس بدأنا عام زايد.. عام الوفاء لساكن القلوب.. من يحيا بيننا بمآثره وحكمته وتاريخه الحافل بالتحديات.. من جعل الاتحاد واقعاً والوحدة في كل بيت.. من شيد القلوب وغرس فيها حب هذا الوطن.. من علمنا كيف أن الحب يبني وكيف أن الأوفياء لا يرحلون.. لا زال زايد فينا.. هو اسم ولدي وترنيمة الحب التي أرددها صباح مساء.. هو اليد التي امتدت بالعطاء منذ عقود ولا زالت تعطي.. هو القائد الذي لا تغيب شمسه وسيظل ذكره ما بقيت الدنيا. الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، لم يغادرنا لحظة، وفي كل يوم وكل عام هو بيننا، لكنه عام لاستعادة كنوزه التي شكلت بنيان وأساس هذا الوطن.. استدعاء مآثره ومناقبه لتكون مبادرات ومشروعات، ولتكون ملهمة لكل الأجيال.. لنرى كيف أن ما مضى هو ذاته الذي نسير على خطاه حتى اليوم.. كيف أن رؤاه سبقت عصرها، وباتت ركيزة البناء في هذا الوطن الأبيّ. نحن هنا في الكويت، حيث «خليجي 23»، لكن قلوبنا وعقولنا هناك في الإمارات.. أمس، ورغم أن الشيخ زايد لا يبرح قلوبنا، فإن التقويم هذه المرة كان مختلفاً.. لم يكن العام الذي بدأ هو عام 2018.. كان عام زايد.. أطل علينا بصورته وابتسامته وحلمه وحكمته.. نعم كان الأمس مختلفاً.. كان الصباح غير الصباح والمساء ليس ككل مساء.. كان زايد معنا وحولنا وهو دائماً في صدورنا. لست بحاجة إلى شرح دلالات توجيه القائد والربان، صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، بأن يكون هذا العام هو عام زايد.. تكفيني دلالات هذا الوفاء وبأننا وطن لا ينسى من بنوا ولا من أضاؤوا الطريق.. يكفيني أن نغرس تلك القيم والمبادئ في صدور أبنائنا وقلوبهم.. أن نكون بلداً للوفاء وللعطاء وللحب. عام زايد هو عام كل إماراتي، وعربي، وربما هي مناسبة للعالم الذي لن ينسى عطاء الشيخ زايد ولا حكمته ولا مواقفه التاريخية التي علمت الدنيا، وإذا كانت المناسبة في الإمارات لها خصوصيتها، فلا شك أن العالم سيتوقف كثيراً عن هذا الاحتفاء الذي لا يوجد في قواميس الكثير من الأنظمة.. كثير من الدول لن تستوعب كيف أن دولة بقيادتها وبكل من فيها تستدعي رمزها بهذا التقدير والتبجيل والحب.. كيف أن من يرحلون يزدادون مع البعد اقتراباً. كلمة أخيرة: يواجه منتخبنا الوطني نظيره العراقي اليوم في نصف نهائي كأس الخليج.. أصدق الدعوات للمنتخب بأن يمضي حتى نهاية الحلم في بطولة أراها فرصة سانحة وذهبية.