علي حميد جمعة عبيد آل علي، عملاق الإعلام الرياضي.. شيخ المعلقين وكبيرهم، أستاذ بمعنى الكلمة.. يحمل تاريخاً كبيراً وإرثاً رائعاً، يتمنى أي إعلامي أن يصل إلى نصفه أو حتى ربعه، هو صوت الأيام الحلوة والأحداث التي لا تنسى، ارتبط اسمه بأجمل الأهداف وأحلى اللقطات، يشعرك وكأنك في الحدث.. وكأنك جزء من الملعب، بدأ خليجياً قبل 4 عقود، وصنع سجلاً كبيراً، بات اليوم جزءاً من تاريخ الإعلام الرياضي الإماراتي، هو إعلامي وهو علم وهو اسم لا يتكرر، وهو أسطورة التعليق التي شكلت أساس هذه المهنة، فبات كالمدرسة التي نهل منها كل من جاء بعده. قرر الاعتزال في البطولات الخليجية، فضجت كل وسائل الإعلام في الخليج حول هذا الخبر.. فهو ليس من الذين يرحلون بهدوء، يعرف أن الزمان تغير وأن الفرصة للجيل القادم، وأن المسيرة لا بد أن تُسلم لغيره من الشباب، وهنا تكمن حرفية هذا الرجل الذي يحترم ذاته وتاريخه. هو جزء من الذكريات، وهو ضيف كل بيت.. يدخله بصوته ونبرته وإحساسه، هو صوت «عدنان ياب جول»، وهو صوت «بلادنا حلوة».. وهو الفرحة والحزن.. ينقل المشاعر بإحساس مرهف، يرتبط بعاطفته مع الحدث وكأنه كاتب ساحر يوصف لك الصورة على هيئة رواية. علق على كأس العالم بإسبانيا 1982، وكانت بدايته مع العالمية، وبات الصوت الذي يسحر كل العرب، يريده المغربي قبل الخليجي.. فهو بحرفيته تمكن من كسب المشاهدين العرب ويوحدهم بصوته، مع كؤوس الخليج لم يغب يوماً عن بطولاتها.. خدم الإعلام الإماراتي والقنوات الرياضية، وأعطاها أجمل أيام عمره، هو رمز الأصالة.. وصوت الريادة، وجزء من صفحات كأس الخليج التي لا يمكن أن تتجاهله مهما مر الزمن. تعلمت منه الكثير.. حرصه على عمله، ووجوده في الميدان وتواصله مع الجميع.. يحضر للملعب قبل ساعتين من أي مباراة.. يحضر وكأنه إعلامي مبتدئ يبحث عن طريقه في هذا المجال. كان مع البدايات والأيام الصعبة.. كان مع الأدوات المتواضعة، وأسهم في تأسيس الإعلام الرياضي الإماراتي، ويعتبر أحد رواده الذين صنعوا الصرح الإعلامي في الدولة. لم التق به يوماً إلا وهو مبتسم، يحب الجميع.. ويساعد كل من يدخل هذا المجال ويشد من أزرهم، فهو مثل الأب الروحي للإعلاميين.. تعلم علي يده مجموعة كبيرة من الزملاء الذين باتوا اليوم أسماء كبيرة في الحقل الواسع. كلمة أخيرة حتى وإنْ قرر الغياب.. مكانه في القلب لا يغيب.