رغم أننا كنا نريد لمانشستر سيتي التأهل إلى نصف نهائي دوري الأبطال الأوروبي، بوصفه نادينا، إلا أن شيئاً وحيداً خفف عنا، وهو أن المصري العربي محمد صلاح هو من قاد فريقه ليفربول لبلوغ قبل النهائي لأول مرة منذ عشر سنوات، ومازال لنا مع السيتي متسع للأحلام، فإن كانت أحلامه قد توقفت في التتويج باللقب الأرفع في أوروبا للمرة السادسة في تاريخه، وإذا كان قد ذاق مرارة الهزيمة الثالثة في ستة أيام، فلازال الفريق الأكبر في الدوري الإنجليزي، وحسمه لقب «البريميرليج» مسألة وقت ليس إلا، وحالت خسارته أمام مان يونايتد السبت الماضي في تسجيله رقماً قياسياً بالفوز بالبطولة قبل ست جولات من نهايتها. نعود إلى محمد صلاح نجم منتخب مصر وليفربول الذي أثبت أن «الفراعنة» حاضرون، وأنهم ليسوا ماضياً فقط، لكنهم «جينات كامنة» تريد فقط من يستدعيها، ويكون أهلاً لها، حيث بات صلاح فخراً لكل العرب، وبات حالة خاصة واستثنائية لم يسبقه إليها أي لاعب عربي، والذي كان عقب مباراة السيتي عنواناً أثيراً لكبرى الصحف الإنجليزية، فهو المنقذ حسب وصف «الجارديان»، وهو الأفضل من الجميع حسبما أشارت «الميرور» وهو الخارق، كما قالت «إكسبريس»، وكلها أوصاف تليق به، بعدما جمع 39 هدفاً في كل البطولات التي شارك فيها، جعلته على أبواب إنجاز في تاريخ ليفربول. وفي أول كأس أوروبي له مع ليفربول، فعل صلاح ما يشبه المعجزة، فقد سجل ثمانية أهداف في 12 مباراة، ومرر أهدافاً مرتين، وسجل في كل مراحل البطولة، وذلك خلاف ما فعله مع ليفربول الذي يشهد أداء خارقاً للنجم المصري، جعله محط أنظار كل أندية العالم، وفي مقدمتها الريال والبارسا. ما يقدمه صلاح يتسق مع سماته ومع ذاته، فهو نموذج حقيقي لما يجب أن يكون عليه اللاعب، الذي سجل أول أهدافه في حياته منذ أقل من ثمانية أعوام فقط، في مباراة «للمقاولون المصري» مع الأهلي، وما يفعل ابن قرية نجريج التابعة لمدينة بسيون في محافظة الغربية بمصر، من مؤازرة لأهله على كل الصعد، سواء في قريته أو في بلده، يمثل كلمة السر في تفوقه، إضافة إلى إمكانياته الفنية الفذة. الكثير من عوامل الحب لمحمد صلاح في قلوب الجماهير، حتى في إنجلترا، لا يعود إلى أدائه وقدراته الخارقة، ولكن إلى الإنسان الذي يسكنه والخير الذي يمضي في طريقه، لتكافئه الأقدار والسماء، وتبادله وفاء بوفاء. كلمة أخيرة: «صلاح» السريرة.. عنوان لصلاح العلن