هي قطعة من القلب.. أم جزء من الطفولة.. أم أوراق من دفاتر ذاكرة الأيام! أم هي كل شيء؟ هي شيء مختلف.. كنسمة هواء من رئة النيل. هي أسطورة كقصة حب أزلية هبطت من السماء. هي لحظة صفاء كدموع أم في ساحة مطار. هي عناق صديق بعد العبور. هي عيون أغمضت لحظة تقدم «صلاح». أم هي كل شيء. رسمها عمر خيرت في مقطوعته الشهيرة، وترك لكم حرية الخيال. فيها حاجة حلوة.. فيها نية صافية. ابحثوا عنها. فستجدونها في كل شيء. النيل.. وصوت حليم.. وكل ألحان الترانيم. هي كالسحر. لا نعلم لماذا هي بالذات.. لماذا هي فقط؟ في نشيدها شجن.. في كلمات بلادي بلادي، معنى مختلف للوطن. في راياتها شيء من الفخر.. أكتوبر أو يوليو.. أو حتى عيد النصر. منها عرفت قيمة الأوطان.. كيف يكون ترابها أهم من الحياة. كيف يصبح الموت رخيصاً فداء لروحها.. هي شيء من دروس الماضي.. هي كلمات أستاذ علمني الحرف. هي كالعرق الخفي يجري في القلب دون أن تشعر.. اسألوا المغتربين عنها.. ومن غادروها بحثاً عن شيء مختلف. لماذا لا تزال تحبها.. لماذا تبكي لأجلها.. لن يجيب بكل الكلمات. فحبها شيء أقوى حتى من قصائد شوقي.. في حبها نظرات فاتنة أجمل حتى من سحر كليوباترا. هي شيء لا يُوصف.. لا يُقال.. ولا حتى يُكتب.. لأنها كل شيء.. ضحكت بالأمس.. ففرح لابتسامتها كل أوفياء العرب. فهي قلب الأمة.. وأحياناً كل هذه الأمة. كلمة أخيرة هي باختصار حتة من الجنة.. فهل تُوصف الجنة؟