هل يشاهد الإيطالي زاكيروني مدرب منتخبنا الوطني نفس المباريات التي نشاهدها؟ وهل يتابع نفس الدوري والمسابقات التي نتابعها؟، وهل يتواجد في المدرجات لاختيار الأفضل لتمثيل المنتخب في المحافل القادمة، أم هو مجرد تواجد شرفي لأسباب أخرى؟، كل هذه الأسئلة تبدو منطقية للغاية، وتبحث عن إجابات عندما تقرأ الأسماء الموجودة في قائمة المنتخب المستدعاة لمعسكر إسبانيا التحضيري، والتي ضمت من ضمت، وحضر فيها من حضر، وغاب عنها موهوب على وزن خلفان مبارك، وقائد اسمه إسماعيل مطر.
نفس السؤال الذي يتم توجيهه لأي مدرب مر من هنا، لماذا لم تختر فلاناً، ونفس الإجابة التي يحفظونها عن ظهر قلب، «مازالت الفرصة متاحة وهذه القائمة ليست نهائية»، مازلنا في مرحلة الاختبار والتجريب، علماً أنه لم يتبق على مشاركتنا الكبرى والمرتقبة في نهائيات أمم آسيا سوى 4 أشهر، والمفترض أننا بدأنا مرحلة العد التنازلي لتجهيز المنتخب والشكل النهائي للفريق من خلال الاستعانة بأفضل الأسماء والمواهب.
معظم الذين تواجدوا في استاد الدفاع الجوي بالقاهرة لمتابعة مباراة كأس السوبر بين الوحدة والعين شاهدوا إسماعيل أحد كتبة التاريخ، والموهبة التي لا تشيخ، وهو يقدم مستوى يتفوق فيه على كل من كان في الملعب وبالمناسبة تبدو عملية إقناع الأشقاء المصريين بأن هذا اللاعب يبلغ من العمر 35 سنة أصعب كثيراً من إقناع الإيطالي زاكيروني أن المنتخب لا يزال بحاجة إلى «سمعة» ليس فقط كقدوة للاعبين أو قائد للمنتخب، ولكنه إضافة حقيقية على أرض الملعب.
أما خلفان مبارك فالمستوى الذي ظهر عليه خلال السنوات الماضية، يصنفه كأحد أبرز المواهب التي أنجبتها كرة الإمارات في السنوات الأخيرة، وما ظهوره المبهر في الجولة الأولى من مسابقة دوري الخليج العربي، عندما قاد فريقه الجزيرة، ليقلب خسارته أمام شباب الأهلي، إلى فوز سوى استمرارية لتألق هذا اللاعب الذي بلغ من العمر 23 عاماً، ولا يزال يبحث عن فرصة حقيقية في منتخباتنا الوطنية.
نحن أمام نموذجين أحدهما من فئة اللاعبين الخبرة، والثاني من جيل الشباب، وبينما لا يزال زاكيروني يجرب ويفتش وينبش عن الطريقة الأمثل، والتشكيلة الأفضل، لا أدري ما هو المانع في أن يكون الاثنان ضمن قائمة خياراته التي تضم لاعبين لم نرهم على أرض الملعب منذ زمن طويل، ولماذا لا تشملهما مرحلة الإعداد والتجربة، فأكاد أجزم أنه لن يجد خيراً منهما أحدهما كقائد والثاني كموهبة.