كل مسارات الرياضة الإماراتية، تبدو ضبابية إلى حد كبير، وحين تحدث مشكلة، نشعر وكأننا لم نفعل شيئاً، وأننا نحرث في الماء منذ عقود، وعندما نحل المشكلة، تظهر أخرى، وربما في أوقات كثيرة نتخلص من المشكلة بالسكوت عنها تماماً وتجاوزها، لأن البحث فيها - ببساطة- قد يقودنا إلى مشاكل أكبر.
لم أعلم إلا أمس، أن اللائحة الرياضية التي تسير عليها أنديتنا واتحاداتنا، كما هي منذ سبعة عشر عاماً، وتحديداً من العام 2001، رغم كل ما قيل ويقال عن تنقيح اللوائح، وعن مسايرة الاتحادات الدولية، ووضع أساس متين لرياضة الإمارات، يساير الفترة الحالية، ويعيننا على خوض غمار المستقبل.
الهيئة العامة للرياضة برئاسة معالي اللواء خلفان الرميثي، عقدت اجتماعاً مهماً جداً، أمس، قد يكون البداية الحقيقية لتصحيح المسار، ووضع الاتحادات أمام مسؤولياتها، وما تمخض عنه اجتماع الهيئة، يبدو منطقياً وعلاجاً ناجعاً للكثير من مشاكلها، وفي مقدمة النقاط بـ «روشتة العلاج»، كان ربط الدعم بالإنجازات، وهو أمر بديهي، كان علينا أن نرسخه ونقره منذ عقود، لكن أن تبدأ، خير من ألا تبدأ.
بالطبع، فإن اللائحة المالية للاتحادات، تحتاج إلى تحديث، وليس ممكناً أن تعمل اليوم برؤية أو آليات 2001، فالعالم قد تغير، والرياضة ذاتها خطت خطوات وثابة صوب الاحتراف الذي طال الجميع، وكان على لوائحنا أيضاً أن تكون محترفة، وأن تراعي النقلة الهائلة التي حدثت، وهو ما تريده الهيئة اليوم، وعليها ألا تتراجع عنه مهما كلفها، فالمال يجب أن يذهب لمن يستحق ومن ينجز.
أيضاً، يعد اعتماد صندوق رعاية الموهوبين، إنجازاً مهاماً وقراراً فارقاً للهيئة العامة للرياضة، وعلى الاتحادات الرياضية، وهي ترسل للهيئة بيانات مواهبها، أن تعلم أن الأمر ليس مجرد بيانات لكنها قدرات، والأسماء التي ستنضم لقافلة الموهوبين هي عناوين لاتحاداتها، وعلى كل اتحاد أن يختار عنوانه بعناية.
كذلك، على الهيئة ألا تنتظر بعد الموعد الذي حددته لرفع قانون الرياضة للجهات الحكومية، وألا تمهل الاتحادات الرياضية مهلة أخرى لإرسال ملاحظاتها، فقد فعلت الهيئة ما عليها، ومرور السادس عشر من سبتمبر الحالي، يعني ببساطة قبول المشروع بصيغته الحالية، والمؤكد أنه ليس للهيئة مصلحة ولا منفعة في المشروع، إلا مصلحة ومنفعة رياضة الإمارات.
أعتقد أن العبء على الهيئة في هذه المرحلة كبير جداً، ولم تعد مجرد واجهة لرياضة الإمارات مع اللجنة الأولمبية الوطنية، بل عليهما أن يضطلعا بدورهما كمحركين أساسيين للعملية الرياضية، لا سيما أننا رأينا جميعاً كيف تجري الأمور إذا تركناها في يد الاتحادات، والمشاكل الكثيرة التي كبلت رياضة الإمارات في الفترة الماضية، تجعل من تدخل الهيئة واللجنة الأولمبية أمراً حتمياً، للعودة برياضتنا إلى المسار الصحيح.

كلمة أخيرة:
الرائد في أول الدرب.. مسؤول عن كل من يسير خلفه