يقول المثل صديقك من صدقك لا من صدّقك.. وبكل مودة أقول إن شكل «الأبيض»، قبل أقل من أربعة أشهر على انطلاق نهائيات أمم آسيا على ملاعب الدولة، لا يوحي أنه يمكنه المنافسة على اللقب، وهو الذي وصل إلى النهائي عام 1996، يوم استضاف البطولة على أرضه للمرة الأولى.
شرف الاستضافة وروعة التنظيم وجودة المنشآت، لن تكون كافية لجمهور المنتخب الذي يريد المنافسة والأداء وحتى اللقب.
ويبقى السؤال: هل مستوى الطموح مرتفع، في ظل وجود منتخبات مثل اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا والسعودية وإيران، إضافة إلى بقية المنتخبات التي يتقارب مستواها مع مستوى الإمارات، وبعد الخروج من تصفيات كأس العالم مبكراً؟
المنطق يقول إن المجموعة الأولى التي ستلعب فيها الإمارات، هي من الأقل قوة، إن لم نقل الأضعف، ففيها الهند وتايلاند والبحرين، وبالتالي فإن التأهل وارد وممكن ومنطقي، ولكن الفكرة فيما بعد التأهل، خاصة أن المنتخب حتى الآن، كما يقول المراقبون بدون هوية ولا شخصية ولا فعالية، ولا حتى خطة مقنعة، يمكن أن ترهب المنافسين مهما كانت أحجامهم.
المنتخب صحبة الإيطالي «المعروف والمشهور وصاحب الخبرة زاكيروني» لعب 13 مباراة حتى الآن، فاز في أربع، وخسر مثلها، وتعادل في خمس مباريات، وسجل 7 أهداف، واستقبل ستة في سنة تقريباً، منذ تسلم هذا الرجل التدريب، وسط موجة من الغضب على طريقته التي لا تناسب اللاعبين، وبالمناسبة فإن ثلاثة من هذه الأهداف السبعة سجلت يوم الثلاثاء على لاوس، التي اعترض أيضاً الكثيرون على اللعب معها، فيما كانت الأسماء التي لعب أمامها ضعيفة جداً، ولا تاريخ كروي لها، مثل أندورا وتاهيتي، وحتى ترينيداد الأقل تصنيفاً هزمت المنتخب الذي يضم أسماءً قوية على صعيد القارة كلها، مثل عموري ومبخوت وأحمد خليل، ومع الخوف من النتائج، بدأنا نسمع نغمة تجنيس البعض مثل تيجالي وربما غير تيجالي.
المنتخب فعلاً مقلق ولا هيبة له، حتى وإن فاز، ولهذا يجب أن تكون هناك حلول «واقعية»، لا تكون فقط بالحديث عن تغيير المدرب، بل يجب أن تتناول المنظومة الكروية كلها، لاعبين وأندية ورواتب وأجوراً وبطولات، وهذا لن يحدث خلال أربعة أشهر، ولكن على الأقل أن تبدأ مبكراً، خيرٌ من أن لا تبدأ أبداً.
أعتقد أن الاتحاد قد يرضخ للضغط الجماهيري، وربما يأتي بمدرب غير زاكيروني لو حدثت نتيجة أخرى سيئة، لن يستطيع تلافي تبعاتها سوى بإقالته.