علاقات الدول ببعضها، ليست إطلاقاً كما هو حال الأشخاص.. تحددها أمور أخرى غير ما بيننا.. الجغرافيا والتاريخ والعلاقات السياسية والتبادل التجاري، وغيرها من الأمور الأخرى التي نعرفها ونحفظها من كتب السياسة وخبرائها، لكن بعض الدول تبدو أحياناً كما الإنسان.. كأنها كائن حي.. لا تشعر على أرضه بالغربة، ولا بين أناسه أنهم بعيدون عنك.. يبدون أقرب إليك منك.. لا يميزهم سوى «جواز سفر»، وربما لا نلتفت إليه حين نلتقي.. هكذا علاقتنا بالشقيقة المملكة العربية السعودية، وكل من فيها وما فيها.. هم منا، وعلاقتنا بهم كعلاقة أهل البيت الواحد.. أهل وإخوة وأخوال وعمومة.. تمتد بيننا روابط القربى، والأهم أن الشرايين الممتدة في الصدور واحدة، تحملهم فينا وتحملنا فيهم.
اليوم نحتفل باليوم الوطني السعودي.. هو عيدنا نحن أيضاً، ليس مناسبة للأشقاء في السعودية وحدهم، لكنها مناسبتنا أيضاً، مثلما كل أفراحهم تسعدنا، مسيرة من الود والوحدة والأخوة، تضرب في عمق التاريخ، وتصنع التاريخ.
تمتد الوحدة مع السعودية إلى البدايات، حين كنا نتقاسم كل شيء، حتى العناء، فالمغفور لهما الشيخ زايد والملك فيصل عززا البنيان وشيدا الكيان.. كيان لا يقبل الفرقة ولا الانقسام، ويباهي بما يربط الدولتين على الدوام، وفي عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله ورعاه، بات البنيان أشد وأقوى.. بات عتياً على الأعاصير والأنواء.. بات عنواناً للخير والأخوة والوفاء.
«معا أبداً»، ليس شعاراً نطلقه، لكنه بصدق نداء القلوب.. على غير العادة في إيقاع الكلمات.. أحسه نبضاً.. أستشعر حين أردده أو أقرؤه أنه اختزال للكثير من صور المحبة التي نحفظها لبعضنا نحن والأشقاء في المملكة.. نعم « معاً.. أبداً».. هكذا نحس وهكذا نريد ونصر.
نحتفل باليوم الوطني السعودي هنا، كما نحتفل بيومنا الوطني.. اليوم في «الاتحاد».. كل ما تقرأه وتراه حقيقي.. نابع من القلب، وهنا في الرياضة نكتب قصيدة الحب على طريقتنا، ففي كل شيء نحن معاً.. في كل شيء نحن «واحد».. من هنا إلى هناك ومن هناك إلى هنا، ليس عليك سوى أن تفتح باباً لتنتقل من غرفة إلى غرفة.. ليس عليك سوى أن تبتسم، لنفهم ما تريد.. ليس عليك أن تقول من أنت ومن أين، فأنت من حيث تقف.
دائماً «معاً أبداً».. حفظ الله بلدينا من كل شر، وأدام عز شيوخنا وأبقى الود في القلوب وفي الدروب بين أرض السلام والبلد الحرام.
كلمة أخيرة:
عيشي بلادي .. سارعي للمجد والعلياء.. شطر من هنا وشطر من هناك أنشودة الأوفياء