للرياضة وجه آخر غير الفوز والخسارة، حين تكون عنواناً وسفيراً لوطن، يعطيها، وعليها في المقابل أن تعطيه.. أن تشارك في بطولة بأي بقعة في العالم، فهذا يعني أننا جميعاً هناك، الدولة والعلم وشعب في انتظار فرحة، وآخرون يروننا من خلالك.. يرون فيك إرادتنا وعزمنا، وإلى أي نقطة وصلنا.
من هنا، فإن ما حققه فريق أبوظبي في الجولة الرابعة من بطولة العالم لزوارق الفورمولا-1، يجعله سفيراً عالمياً، أهدى للإمارات -مع الفرحة- صورة رائعة رسمها في الصين، وتناقلتها وسائل الإعلام حول العالم.. قالت إن هذا الفريق من هنا، وإن هؤلاء الأبطال هم أبناء الإمارات، وما حققوه هو نتاج عمل الإمارات التي تسير بخطى واثقة صوب المجد.
الإنجاز الذي حققه فريق أبوظبي في الصين، هو ذات الإنجاز الذي حققه في الجولة الماضية بمدينة إيفيان الفرنسية، وهو ما يعني أن الأمر ليس مصادفة، وليس فورة فنية لا تستند إلى معطيات، جعلت من فريق أبوظبي الأول بجدارة واستحقاق، وتوجت نجمنا الرائع والمخضرم ثاني القمزي على عرش متسابقي زوارق الفورمولا-1، وخلفه ثنائي فريق أبوظبي أيضاً.
طوال مسيرتهم، كان نجوم أبوظبي لزوارق الفورمولا-1 في تلك المنطقة المشرقة على الدوام.. يسطرون مجداً تلو الآخر لدولتهم في كل بلد يحطون فيه رحالهم، دونما ضجيج أو جلبة، يقود مسيرتهم ويرعى أحلامهم، سمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة آل نهيان، مستشار صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس مجلس إدارة نادي أبوظبي الدولي للرياضات البحرية، والشيخ محمد بن سلطان بن خليفة آل نهيان نائب رئيس النادي.
في رمضان الماضي، كان فريق أبوظبي قد حقق 10 كؤوس متنوعة في الجولات الأولى لبطولة العالم لزوارق الفورمولا-1 وبطولة العالم للدراجات المائية، ورسخ الفريق اسم الإمارات في كل مشاركاته، واستحق وقتها تكريماً يتكرر كثيراً من سمو رئيس النادي، ويبقى التكريم الأكبر هو رفع علم الإمارات في كل مكان، ورسم صورة رائعة عن بلد أروع يعطي بلا حدود، وعلينا في المقابل أن نعطيه بلا حدود.
أن تصعد على منصة تتويج، كأول وثان وثالث، فهذا معناه الكثير، وذلك ما فعله فريق أبوظبي في إيفيان والصين، وهو قادر بذات العزم على الصعود مجدداً، لأن أبطال الفريق ليسوا ممن يركن إلى نجاح، لكنه درجة في سلم الصعود الدائم إلى أعلى.. كم نتمنى أن تسير كل رياضاتنا على خطى الرياضات البحرية، وعلى خطى الجو جيتسو، وغيرهما من الرياضات التي ليست مجرد رقم في برامج أو خطط، وإنما هي عنوان لوطن يستحق الفرحة، ونافذة مشرعة على مروج الأمل.
كلمة أخيرة:
أروع الإنجازات أن تكتب على الماء.. ويبقى ما كتبت.