خلال الأسبوع الماضي، طغى فيديو كايو وليما وبعض نجوم الوصل، وما تبع ذلك الفيديو من إيقاف النجمين قبل لقاء النصر المرتقب ثم نقض القرار والسماح لهما بالمشاركة وتسجيل ليما هدفي الانتصار ثم عودة الجدل حول موضوع الإيقاف ونقض الإيقاف واستقالة سالم العامري عضو لجنة الانضباط ثم اشتعال «السوشيال ميديا» بالقضية طغى على ما عداه، رغم أنه في نظري وفي قناعتي الشخصية (وأنا من أطلق حملة لا للتعصب عام 2010 بعد أحداث أم درمان بين المنتخبين المصري والجزائري وما رافقها من أعمال شغب وحرق ممتلكات وسحب السفراء وتوتر العلاقة بين الشعبين الشقيقين)، في قناعتي الموضوع لم يكن يستحق تلك الضجة. وأختصر المشهد برأيين واحد نصراوي وواحد وصلاوي، فالنصراوي يقول إن من حق إدارة ناديه أن تبحث عن أي شيء يمنع مشاركة اللاعبين في الديربي كونهما كلمة السر في الوصل وتحديداً ليما، وهي عندما رفعت القضية للمختصين كانت تبحث عن مصلحة ناديها وهذا حق من حقوقها، ولا أحد يختلف معهم فيه، والرأي الوصلاوي أن الفيديو ليس فيه أي شيء يحرض على العنف أو التعصب أو التلويح به فما حدث منذ عشرات السنوات وما يحدث في كل أرجاء الدنيا قبل المواجهات المهمة يفوق بمراحل كبيرة ما جاء في الفيديو من حركتي البطريق لليما وذبح الرقبة لكايو علماً بأن عشرات اللاعبين يستخدمون حركة كايو خلال المباريات وعند تسجيل الأهداف الحاسمة ولم يتم معاقبة أي لاعب بسببها فهي جزء من طريقة التحدي وإن كانت غير مستحبة ولكنها لا ترقى إلى درجة الإيقاف. وطالما أن الأمور تقديرية في مدى فداحة أو سوء الفيديو لهذا سيبقى الجدل حوله وحول غيره من الفيديوهات أو التغريدات أو الإشارات التي سيستخدمها البعض لاحقاً، لأن كرة القدم عالم من العواطف والمشاعر والانفعالات وحتى التعصب والخلافات ولهذا فموضوع فيديو الوصل يشكل سابقة سيتم على أثرها ملاحقة كل «سناب» وكل «إنستا ستوري»، وكل تغريدة وكل «بوست» في وسائل التواصل المختلفة للاعبين ومقارنته بما حدث والمطالبة بمعاقبة أصحابه إن وجد البعض أنه قد يكون محرضاً على التعصب أو الإهانة وبهذا ندخل نفقاً جديداً خارج المستطيل لنحتاج لمحامين وقانونيين يتابعون ويلاحقون ويشرحون ويحللون كل ماهو جدلي أو إشكالي. أنا مع الروح الرياضية ومع جمالية الرياضة بعيداً عن كل ما يشوّه صورتها، وبالوقت نفسه أنا مع كرة القدم العاطفية والتلقائية البعيدة عن التأويلات والتفسيرات وسوء الظنون، وهي معادلة صعبة جداً ولكنها ليست بالمعادلة المستحيلة، وهناك ضوابط قانونية واضحة ضمن قانون الجرائم الإلكترونية تفصل ما بين الخطير والسيئ وما بين الرياضي والعادي والمقبول.