وكأننا دخان.. وكأن الشارع الرياضي افتراض لا وجود له.. وكأنهم فوق النقد وفوق الرد وفوق الحساب والمساءلة.. وكأنهم من عجينة أخرى غيرنا.. لا شيء يستفزهم كما تستفزنا الأشياء.. لا شيء يؤرقهم، حتى نحن.. نحن الذين نتفرج عليهم، ومطلوب منا فقط أن نصفق لهم، وأن نشكر الأقدار لأنهم بيننا، وعلينا أن نكتفي بذلك. أمس، اجتمع مجلس إدارة اتحاد ألعاب القوى، برئاسة المستشار أحمد الكمالي.. اجتمعوا على إيقاع الصدمة والأزمة التي فجرها الزميل راشد الزعابي، لكنها أزمة لدينا فقط.. هم لا يكترثون.. ربما لم يشاهدوا ولم يقرؤوا.. ربما لأنهم يعلمون ما لا نعلم.. أو ربما ضحكوا علينا وسخروا منا في اجتماعهم الميمون.. مضى الاجتماع وبقيت الأوجاع، ولم يكلف واحد منهم نفسه عناء الاعتذار للشارع الرياضي الذي لو كان يعنيهم ما خدعوه بهذا الشكل في قضية العداءة إلهام بيتي التي تستعد وتتميز على الورق، وحقيقة الأمر أنها موقوفة. مجلس الاتحاد، ناقش النظام الأساسي واعتمد تشكيل اللجان، ومضى وكأنه لا شيء كان.. لا أحد يحاسب.. لم يسأل أحد لماذا هذا الخداع، وكيف نرد على الناس والإعلام، وهل لدينا حجة فيما ادعيناه أم أننا ألّفناه.. لم يعيرونا حتى نظرة تشفي الغليل وترضينا ولو بالقليل.. استفزاز يبدو أنه مقصود، ويبدو أن الاتحاد فوق المحاسبة، ولا يريدها، ولو أن الأمور فيها بعض من منطق ومن إحساس بالمسؤولية، لرحلوا جميعاً احتراماً للشارع الرياضي الذي أولاهم ثقته فخدعوه. لم أتصور أن يغزوني الحزن في قضية أو أزمة رياضية بهذا الشكل، لكن هذا ما حدث، ليس لأننا كتبنا ما افتقد صداه داخل الاتحاد، فيكفينا أننا أرضينا الله وأنفسنا والقارئ، ولكن لأنني لا أحب أن أرى في اتحاد من اتحاداتنا هذا العبث الذي يغلق أبواب التفاؤل داخلنا، ويجعل الحديث عن الإنجاز ليس أكثر من أوهام وألغاز. لا أدري أين الأندية حتى تحاسب اتحاد ألعاب القوى الذي استهان بالجميع وخدع الجميع، وهل هي راضية عما حدث، وألا يستحق هذا الخداع الدعوة لجمعية عمومية طارئة تحاسب رئيس الاتحاد وكل من معه.. أم أنها أيضاً شريكة فيما حدث وراضية عنه؟. الحساب ليس عيباً ويجب ألا يستفز المسؤول أو يؤرقه، ولا نرتكب جريمة حين نطالب به.. هم أولى الناس بالحساب طالما أنهم ارتضوا المسؤولية، كما أنهم لا يصنعون الإعجاز، فلا داعي لكل هذا الاستفزاز. كلمة أخيرة: يسقط في الاختبار.. من يكابر في الاعتذار