على الرغم من أن الجمهور هو عصب كرة القدم وهواؤها وماؤها، إلا أنه يبدو منسياً من المعادلة في أحيان كثيرة.. لا يتذكره أحد، إلا حين يدعونه للوقوف خلف فريق أو منتخب.. هو ليس مستفيداً كما يستفيد اللاعبون أو المدربون أو حتى الإدارات التي يسعى بعض من فيها - على الأقل - لوجاهة اجتماعية.. هو لا يريد سوى النصر لفريقه، حتى ولو كانت راحته هي الثمن.. حب الجمهور هو الوحيد المنزه عن أية مآرب في المعادلة الكروية.
وفي دورينا، هناك أندية، بإمكانها أن تراهن على جمهورها، وأن تذهب في هذا الرهان لأبعد مدى، لأنها واثقة من حبه ومن وفائه، ومن ضمن تلك الأندية الوحدة الذي بدأ خطوة نتمنى أن تحذوها بقية الأندية، تجسد الوفاء للجماهير التي أعطت ولا تزال تعطي ناديها، وتزحف خلفه في كل مكان.
نادي الوحدة وبمبادرة رائعة وتوجيهات كريمة من سمو الشيخ ذياب بن زايد آل نهيان، رئيس النادي، قرر تخصيص أماكن دائمة في ستاد آل نهيان الجديد للاعبي وإداريي الوحدة القدامى.. أولئك الذين صنعوا تاريخ وحب ولون الوحدة، اليوم لا ينساهم الوحدة، لكنه وهو يستعد لكتابة تاريخ جديد في ملعب جديد، يمضي يداً بيد مع هؤلاء الذين أعطوه، وما زالوا يروون دروبه حباً وعشقاً للعنابي.
أحمد الرميثي، رئيس مجلس إدارة شركة الوحدة لكرة القدم، أكد لي أن هناك لجنة على أعلى مستوى، تتولى صياغة هذه المبادرة التي تم إطلاقها بتوجيهات مباشرة من سمو الشيخ ذياب بن زايد آل نهيان، وأن الوفاء لن يكون لقدامى الكرة وحدهم من لاعبين وإداريين، وإنما لبقية الألعاب مثل السلة وغيرها، فكل من أعطى الوحدة، يستحق أن يكون له مكان باسمه ينتظره لينثر الحب والسعادة.
الرميثي أكد لي أيضاً أن هناك ثلاث فئات تتضمنها المبادرة، أولها القدامى، وثانيها من تجاوزوا الخامسة والخمسين من محبي العنابي أياً كانوا، فمن عبر الخمسين هو أيضاً له مكان باسمه في ملعب الوحدة الجديد.. مكان صنعه بالحب عبر سنوات عمره الطويلة، وهو حب يعد في الوحدة إرثاً لأجيال العنابي الوفية لفريقها ولونها.
أما الفئة الثالثة، فتضم «أوفياء العنابي»، وهم أولئك الحريصون دوماً على دعم فريقهم، أياً كانت أعمارهم.. تلك الوجوه التي لا تخطئها عينك، تعرفهم وحين تراهم كأنك ترى الوحدة، وقبل أن تنطق اسمه، تقول «وحداوي».. هؤلاء أيضاً ستكون لهم أماكنهم، وهم وغيرهم يستحقون تلك المكانة التي صنعوها لأنفسهم، بوفاء لا ينكره كل من ينتمي إلى الدوري الإماراتي، وهو سر من أسرار أمجاد الوحدة الذي يمضي بخطى واثقة، بعطاء إدارته ولاعبيه، والأهم وفاء كل من فيه.

كلمة أخيرة:
من تسكن قلبه.. ليس أقل من أن يسكن بيتك