تزهو أحلامنا، وتزدهر أيامنا، وتتسع حدقة آمالنا، وتكبر أجنحة معارفنا، وطيور محبتنا تترعرع في دفء أغصان ترسف من نهر صاحب العطاء الفكري الجزيل، صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي يسجل في التاريخ ما قاله أفلاطون، من أن الحكماء هم الذين يكتبون في دفتر الحكمة، كيف يتسق الحكم مع المعرفة، وكيف تكون المعرفة سلطة، رداؤها من مخمل الوعي المتسع باتجاه الأفق، المنسجم مع الوجود، بصفته خيط المسبحة، الذي يرتب صفوف حبات اللؤلؤ، ويملي عليها البريق الأنيق، الرشيق، ويمنحها سر الرسوخ في أتون التاريخ، وبسبكها على نحر الوجود أيقونة خالدة.
هكذا نجد أنفسنا بين الأمم ونحن نذهب بمعيّة هذا القائد والمفكر، مفعمين بفرح الظفر بمملكة الإبداع، وما يكمن في أحشائها من أسباب الرقي، ومظاهر الانتماء إلى حضارة معنية بسعادة الإنسان وترفه الثقافي، وبذخه المعرفي، وثرائه الفكري. هكذا نحن في هذا البلد تمضي ركابنا في رمل الحياة، وهي تنحت الخطوات، محثوثة بالتطلع إلى عالم يمشي في شوارع الدنيا، تحفه أشجار السلام النفسي من جوانب إبداعاته، ومن دون كبوات ولا عثرات ولا منغصات، لأن الهواء في الإمارات تنفثه أرواح اصطفاها الله لتكون بسعة الفضاء الرحب، وصفاء السماء الزرقاء، وتألق النجوم، وتدفق الأنهار، وخفيف الأغصان، وهفهفة الأوراق.
هكذا نحن في هذا البلد الأنيق، نمضي إلى الكون ونحن نتفيأ ظلال المعرفة من صاحب المعرفة، الذي جعل من الثقافة ضوءاً نذهب به إلى غرف الكلمات، لنجد ضالة أشواقنا، لنجد أنفسنا هناك عند مرفأ، فيه الكلمة مثل قارب محتوياته، أفكار تمسك بخيوط الفجر، كي تمنح الأرض بياض السريرة، ونقاء الطوية، وصفاء الثنايا، وكل ما يختلج في الجوانح هو معرفة تضاء بمصابيح الإيمان بأهميتها، ومحوريتها في بناء مجتمع متصالح مع نفسه، منسجم مع الآخر، منسكب في الوجود مثل المطر.
هكذا نجد أنفسنا ونحن برعاية من يرعى الثقافة، مثلما ترعى القمر أهداب النجمة في بطن السماء، مثلما يرعى المعلم مريديه، لتصير الحياة كتاب أوراقه من صفحات الموجة الناصعة، على سواحل لآلئ المجد.
هكذا نحن نعيش أزهى عصورنا، ونحن نسكب أحلامنا على صحن مدينة أشرقت اسماً ومضموناً، وملأت الدنيا صيتاً معرفياً، بفطنة من فطن أن الثقافة بنية، وأساس لكل حضارة.. فشكراً لسمو ثقافة تسامت باسم ٍأعطاها وهج النمو والارتقاء.