أي دولة مهما كان حجمها الكروي صغيراً أم كبيراً، يكون عليها عبء معنوي كبير، عندما تستضيف أي بطولة مهمة، وأول هذه الأعباء، أن لا تكون مجرد ضيفة شرف.
وطبيعي جداً أن يطالبها الكثيرون بالمنافسة على اللقب، حتى لو كانت كأس العالم، وهذا ما حدث مع المكسيك، وروسيا، وكوريا الجنوبية، واليابان، وجنوب أفريقيا، والولايات المتحدة، وإسبانيا التي استضافت كؤوساً للعالم، ولم تكن وقتها من القوى العظمى «مثل إسبانيا 1982».
وإذا كانت الإمارات وصلت إلى المباراة النهائية، لكأس أمم آسيا التي استضافتها عام 1996 وخسرتها أمام الشقيق السعودي، فإنه من نافل القول أن يطالب الشارع الكروي، بأن يكون المنتخب الذي كان قبل سنوات الأكثر تطوراً في القارة الآسيوية، أن يكون من المنافسين، رغم تغير الحال، وتغير خريطة القوة، وصعود أسماء لم تكن سوى جسور عبور للآخرين، مثل الفلبين وتايلاند والهند وفيتنام، ولكن تبقى القوى «العظمى في القارة»، هي نفسها بدون تغيير، وهي اليابان، وكوريا الجنوبية، وأستراليا، والسعودية، وإيران، ولا ننسى المنتخبات الصعبة، مثل العراق، وسوريا، والأردن، والإمارات، وأوزبكستان، والصين، وتايلاند، وفلسطين مؤخراً.
وقد لا يروق هذا التصنيف للبعض، ويقولون إن العراق من كبار آسيا، وهو ما أتفق جداً معه، فهو بطل القارة عام 2007، ولكنه متذبذب المستوى، ولم يعد بعبعاً للآخرين، ولم يتأهل لكأس العالم منذ 1986، نظراً للظروف التي يعرفها الجميع، وحتى على مستوى بطولات الخليج، لم يتوج بأي بطولة منذ عودته إليها، ودائماً هناك مشكلة في المنتخب، كما شاهدنا في تصفيات كأس العالم الأخيرة، وهو ما ينطبق بشكل أو بآخر على المنتخبين السوري والأردني.
وبما أنني أتحدث عن صاحب الضيافة، فحتى الآن لا يوجد ما يوحي بأنه قادر على المنافسة على اللقب، وهذا الكلام أقوله محباً ومتابعاً للكرة الإماراتية عن قرب منذ 1996.
الأسماء كبيرة من مبخوت، إلى عموري، إلى أحمد خليل، إلى خالد عيسى، والشامسي، ولكن شخصية البطل لم تظهر ملامحها عليه حتى الآن، مع الإيطالي زاكيروني، ولا حتى قبل زاكيروني، وبقناعتي ما لم تكن هناك مباريات قوية، واحتكاكات تعطينا حقيقة مستوى «الأبيض»، فلن نتمكن من الحكم الحقيقي على مستواه، طالما يلعب مع هندوراس وأندورا ولاوس، وحتى فنزويلا، بينما تلعب مثلاً السعودية والعراق مع البرازيل والأرجنتين.