دعك من إصابة الاثنين، فهذا يحدث، وسيحدث، وطالما أن هناك كرة ستظل الإصابة قدر اللاعبين المعلق، في انتظار أن تحدث، بالغة أو بسيطة.. هي أيضاً جزء من اللعبة ومن المغامرة، لكن ما لا يمكن تصوره هي حالة التشفي لدى البعض لإصابة هذا أو ذاك.. كل يتشفى من «ليلاه».
حدث ذلك، وكان بادياً ومزعجاً ومستغرباً، بعد إصابة عموري في مباراة الهلال مع الشباب، وهي إصابة بالغة، قد يغيب بسببها اللاعب كثيراً، فقد أكدت تقارير إصابته بقطع في الرباط الصليبي، وهي إصابة مزعجة، قد تنهي إعارة لاعب العين إلى الهلال السعودي، وتهدد كذلك مشاركته مع المنتخب في بطولة آسيا التي نستضيفها في يناير المقبل.
وحدث ذلك بعد إصابة ميسي في مباراة فريقه برشلونة مع إشبيلية بالجولة التاسعة من الدوري الإسباني، وبسببها أعلن النادي الكتالوني عن غياب نجمه الكبير ثلاثة أسابيع، لن يشارك خلالها في ست مباريات لفريقه.. حتى واللاعب بعيد عنا ولا علاقة لنا به سوى الكرة، رأينا هنا من يفرح لإصابته وغيابه.. لم يكن السعيد «ديمبلي»، ولا مالكوم، اللذان تزداد فرصتهما مع البارسا في غيابه، ولا حتى منافسوه في بقية أندية الدوري الإسباني، لكنهم حولنا.. ربما لا يعلمون لماذا، وربما مثل هذه الأمور خاصة بنا وحدنا.
لا أدري كيف يصل بنا الحال، حد أن يسعد ولو شخص واحد بإصابة عموري، حتى لو كان هنا من أزعجه انتقال اللاعب إلى الهلال.. حتى ولو كان بيننا من أغضبته تصريحات اللاعب التي اعتذر عنها، فلا يمكن أن يصل بنا الحال إطلاقاً إلى هذه الدرجة، خاصة لو كنا ندرك أن تلك الإصابة بمثابة ضربة قوية للمنتخب الذي لا نختلف كلنا على حبه.
رغم براءة الجماهير ومشاعرها التلقائية، ورغم كونها عصب اللعبة وأهم ما فيها، إلا أنه ليس بالضرورة أن تكون كل تلك المشاعر جيدة، فأحياناً قد تكلفها الكثير دون أن تدري، وبعض الجماهير تكون في فترات معينة عبئاً على أنديتها وعلى نجومها، لكن وصول الأمر إلى هذه «الحافة» هو أمر ليس له ما يبرره، سواء في حالة عموري أو حتى ميسي.. الإصابة في كل الأحوال تستدعي التعاطف أو على الأقل الصمت، لأن الشخص السوي لا يمكن أن يفرح لمصاب غيره.
قطعاً، فإن إصابة عموري لو صحت التقارير المبدئية، بمثابة ضربة موجعة للهلال ولمنتخبنا، وقد تكون مباراة الشباب هي الأخيرة للاعب هذا الموسم، أما ميسي فلن يؤثر غيابه في البارسا كثيراً.. فقط قد يمنح الفرصة لعثمان ديمبلي، وقد يضمن مالكوم الدخول مرة أخرى للقائمة الأساسية للفريق الكتالوني، وهي فرصة للنجم لويس سواريز ليعود قائداً للبارسا من جديد.. هي فرصة صنعها القدر لكل هؤلاء، لكنها - أبداً- ليست فرصة لنا كي نفرح أو نتشفى.

كلمة أخيرة:
من تسعدهم «المصائب».. مصائب