منذ فترة، كلما نزل منتخب للشباب إلى الساحة، بدا وكأن المشاهد تتكرر طبق الأصل.. فقط تختلف الأسماء.. في كأس آسيا تحت 19 عاماً بإندونيسيا، أجدني في الخُبر والدمام، وفي بقية المناسبات لهذا الفريق الذي يبدو واعداً في معظم الأحيان.. تختلط لديّ أسماء أحمد فوزي وعلي صالح وماجد راشد وراشد مبارك وعبدالله النقبي، بأسماء عامر عبدالرحمن وحبيب الفردان وعلي مبخوت وأحمد خليل، والراحل الحاضر دوماً ذياب عوانة.. نفس السمات وذات الإصرار والمشوار.. أسماء تصنع الغد بقدرة فائقة على التحدي.. مميزة لدينا تلك المرحلة.. تؤكد كثيراً أننا ماضون إلى شيء، حتى لو تأخر ذلك الذي ننتظره.
أحياناً ينسينا الكبار الالتفات إلى الصغار.. ننشغل بالدوري والمنتخب الأول والقضايا الكبرى، لدرجة أننا أحياناً، نبدو وكأننا لا ندري أن هناك بطولة آسيوية كبرى، تدور رحاها خارج الحدود، ويسطر أبناؤنا فيها انتصارات كبرى ومشرفة.. كنا بحاجة إلى الفوز بثمانية -ربما- لنلتفت إليهم.. تلك الأهداف الثمانية التي سجلها أبناؤنا في مرمى تايوان أمس الأول، واقتربت بهم كثيراً من ربع نهائي كأس آسيا، وأنعشت آمال التأهل إلى نهائيات كأس العالم للشباب تحت 20 عاماً، والتي من المقرر أن تقام العام المقبل في بولندا.
نعم تايوان ليست بالفريق الذي يمكن قياس إمكانيات الفريق كاملة من الفوز عليه، لكن منتخبنا حقق فوزاً مثيراً وطيباً وكاشفاً في الجولة الأولى بمجموعته الأولى، كما أن فترة الإعداد التي خاضها كشفت عن إمكانيات الفريق ولاعبيه، ومن أبرز محطات الإعداد، كانت وصافته للبطولة الدولية الودية في بانكوك الشهر الماضي، والتي حقق فيها انتصارين على منتخبي الصين وتايلاند، فيما خسر من الأردن بهدفين مقابل هدف، وكان أداؤه في الدورة، محل رضا من مدربه الفرنسي لوديفيك باتيلي.
لدينا عمل يسير على وتيرة واحدة وبتناغم كامل في هذه الفئة العمرية، وهو متواصل منذ فترة، وقص شريطه ذلك الجيل الذهبي الذي ذهب إلى الخُبر والدمام في أوائل عام 2008، وعاد من هناك بلقب غالٍ وتأهل إلى كأس العالم في مصر وقتها، ومنذ هذا التاريخ، يدرك هذا الجيل بطريقة أو بأخرى أن هناك سقفاً علينا ألا نبرحه أو على الأقل، علينا أن نضيف إليه ولا ننتقص منه، وبرغم أن الحصاد النهائي في المنتخب الأول يبدو قد تأخر، إلا أنه آت إن شاء الله.
خالص التهاني لمنتخب الأمل الجديد بالفوز الثاني في البطولة الآسيوية، وكلي ثقة في قدرتهم على عبور إندونيسيا التي يخوضها الأبيض الشاب بخيارات متعددة، لإعلان تأهله الرسمي إلى ربع النهائي، والأهم صدارة المجموعة، لإعلان تأهله إلى كأس العالم، وهي حسابات في يديه، يحسمها الفوز، وعليه ألا ينظر إلى أي خيار آخر.
كلمة أخيرة:
الشباب كالصباح.. كل الأحلام تتشكل مع شروق الشمس.