نحيي شرطة المرور في أبوظبي على سرعة تحركها وتواجدها في مواقع الحوادث المرورية الجسيمة في مختلف المناطق، بينما تتولى دوريات «ساعد» تخطيط الحوادث البسيطة. «مرور أبوظبي» تتميز بالأداء المهني الرفيع الذي لا يكتفي فقط بسرعة التواجد في تلك المواقع في زمن قياسي، وإنما بإخلاء المكان من آثار الحوادث بذات السرعة لضمان استعادة انسيابية الحركة فيه. كما أن الإعلام الأمني لشرطة أبوظبي يحرص كذلك من خلال منصات التواصل والشاشات الإلكترونية على إبلاغ المتابعين وسائقي المركبات بوقوع حادث هنا أو هناك، ليسلكوا طرقاً بديلة. وعلى الرغم من هذه الجهود الكبيرة إلا أن الكثير من الطرق في العاصمة، وكذلك خارج جزيرة أبوظبي تشهد حالة من التكدس المروري وتوقف الحركة تماماً في أعقاب وقوع حادث كبير بصورة تربك مواعيد وارتباطات بقية مستخدمي الطريق- كما حدث مؤخراً في أعقاب حادث وفاة سائق سيارة سحب المركبات- بالقرب من مدينة خليفة-، والذي ذكرنا بحادث شاحنة «تريلا» وقعت قبل سنوات على طريق الميناء وأغلقت بسببها شوارع مرتبطة بها في المدينة.
حالات تدعونا مجدداً لتذكير شرطة المرور وشركائها بضرورة إيجاد حلول للشلل التام الذي يصيب العديد من الطرق التي تعد أعناق الزجاجات لمناطق سكنية وصناعية وتجارية بعد كل حادث كبير، وهو وضع لا يتناسب مع كل الجهود والمبادرات التي تتبناها كل من الشرطة والبلدية ودائرة النقل لتحقيق الانسيابية المنشودة في الحركة المرورية، خاصة أن الجهات الثلاث حرصت على الاستثمار في الحلول الذكية بغية التعامل الذكي مع حركة عشرات الآلاف من المركبات التي تدب على الطرق، وكثافة تلك الحركة خلال أوقات الذروة الصباحية والمسائية.
هناك مشاريع طرق كنا نعتقد بعد الانتهاء منها بأنها ستقضي على أي مظهر من الاختناقات والتكدس المروري عقب إنجازها، ولكنها تحولت مع مرور الوقت إلى ذات الحالة التي كنا نعاني، ولعل أوضح مثال على ذلك حالة شارع الشيخ زايد (السلام سابقا) الذي استغرق العمل فيه أكثر من عشر سنوات، وأقيم وفق ارقى المواصفات العالمية من جسور وانفاق، ومع ذلك نرى كيف يئن أمام الحركة في أوقات الذروة، وعند وقوع حوادث كبيرة تتجمد معها الحركة عليه.
نتمنى أن نلمس مقاربات ومعالجات جديدة لهذه المسائل، شاكرين لدوائر المرور والبلدية والنقل جهودهم لتعزيز الأمن والسلامة والكفاءة المرورية على طرقنا.