كرة القدم لعبة سريعة الأطوار تغييراتها بلمح البصر.. تخسر فرق ومنتخبات فتخرج من البطولات.. وبسوء تقدير من الحكم تضيع الأحلام وتعب الأيام وبخطأ مدرب في التشكيل أو التغيير أو التكتيك تخرج أعتى الفرق خالية الوفاض من المنافسات وتضيع الجهود والأموال، وتتعالى صرخات المشجعين ويتناول المحللون تشريح الواقعة كل وفق منظوره وميوله ودرجة رضاه أو سخطه، وتنفعل إدارات وتتصدى لها بقرارات فورية تجاه الطرف الأضعف في المنظومة وهو المدرب الذي سيرحل ويترك الفريق في دوامة.
واتحاد كرة القدم هو من تعامل مع مدرب المنتخب بشيء من العقلانية حينما جدد الثقة في المدرب الإيطالي ألبرتو زاكيروني، الذي تعاقد معه الاتحاد خلفاً للأرجنتيني باوزا حتى نهاية كأس الأمم الآسيوية المزمع إقامتها في يناير المقبل، حيث أدرك أن من يخلفه قد لا يوفق في تحقيق الحلم إلا أن الحكمة والتأني قرضتا الإبقاء عليه على أمل تحقيق الأمنية ليس لضيق الوقت وإنما لتوفير عامل الاستقرار وخوفاً من عواقب غير مدروسة وارتفاع سقف المطالب لدى الجميع اتحاد وإعلام وجماهير.
كثيرة هي المنتخبات والأندية التي غيرت مدربيها خلال الموسم، وقليلة هي من تحسن أداؤها وتغيرت نتائجها ومعظمها دفعت نتيجة ذلك التغيير بتراجع فاق كل التوقعات، وندم متخذي القرار وتمنوا لو تعود بهم عقارب الساعة لدراسة الأمر مجدداً لتمكنهم من قراءة المعطيات واتخاذ القرار المناسب.
نحن مع التغيير إذا ما توافر للمدرب العوامل المساعدة لتحقيق الهدف وأخفق، ولكن ليس دائماً كما يحلو لنا.. لهذا حرص اتحاد كرة القدم برئاسة مروان بن غليطة وبمباركة ودعم الهيئة العامة للرياضة والإعلام الرياضي الوقوف مع الاتحاد والمنتخب وجهازه الفني في هذه المرحلة وتضافر كل الجهود لتحقيق الحلم المنتظر بعيداً عن التأويل والتأجيج، لتوفير عاملي الاستقرار وزرع الثقة في اللاعبين للاستحقاق القادم وعدم تجاهل النقد البناء والتوجيه الدائمين وفق رؤى متفق عليها من الأطراف المعنية لبلوغ الهدف.
ومع بدء العد التنازلي لكأس أمم آسيا يزداد سقف الطموح لدى الجميع وتزداد وتيرة العمل من كل الأطراف المعنية ويزداد معها الحماس والرغبة الجامحة في تحقيق الهدف الأغلى في البطولة القارية بدءاً من مراحل الإعداد القادمة في الإمارات باللقاءات الودية التي تجمعنا بالمنتخبات المختارة وحتى صافر البداية مع البطولة السابعة عشرة لكأس أمم آسيا ولحظات الختام والتتويج إن شاء الله.