حظي مقطع الفيديو الذي انتشر من منزل أحد المواطنين في مدينة الشارقة، بردة فعل كبيرة وإيجابية داخل معسكر وفد الإمارات هنا في الكويت، وظهر في المقطع مجموعة من المدعوين لحفل الزفاف في ذلك المنزل، وهم يتابعون اللحظات الحاسمة لصعود المنتخب إلى المباراة النهائية، وبعد التسديدة الأخيرة التي حسمت تأهل «الأبيض» بدأت الاحتفالات داخل «العرس» بأغنية منصور.. ونسي معظم الحضور، وعلى رأسهم المعرس حفل الزفاف، وقاموا بأداء عرض «اليولة» فرحة بالفوز والصعود. هذا هو المنتخب، وهذا هو حين يفوز.. يتجمع كل الناس من أجله، ويفرح كل الوطن بانتصاراته.. وتتضرع كل الأمهات بالدعاء له بالتوفيق وتحقيق الفوز، هو منتخب الجميع.. منتخب كل أهالي الإمارات، وكل من في الدولة، فهو ليس حكراً على أحد، وليس مِلك اتحاد أو تحت رحمة أمزجة اللاعبين.. فالمنتخب يعني الوطن ويعني شعاره.. ويقف الجميع هيبة ووقاراً واحتراماً وتحية لنشيده الوطني، وما شاهدناه في فيديو حفل الزفاف المبارك الذي أقيم قبل يومين كان أكبر دليل على ذلك. عندما ينتصر «الأبيض» تزيد الأفراح في الإمارات، ويحتفل الشعب الأكثر سعادة في العالم، وهذه مسؤولية كبيرة على كل المعنيين بالمنتخب أن يستوعبوها ويتفهموها.. عندما خسرنا التأهل إلى المونديال فوجئ البعض بردة الفعل وحالة والإحباط التي مرت على الشارع الرياضي في ذلك الوقت، فالإماراتيون بطبيعتهم وفطرتهم لا يحبون إلا الفوز ولا يريدون إلا أن يكون ممثلهم منتصراً. نحن ندرك أن الكرة فوز وخسارة، وأن الرياضة فيها الغالب والمغلوب، وأن لا نصر يدوم، ولا أمجاد تستمر طوال الدهر في الميادين، ولكن حس المسؤولية بتلك المهمة، عليها أن تكون حاضرة في كل دقيقة أثناء تأدية هذا الواجب. هي رسالة أوجهها إلى الشركات الخاصة والمؤسسات، الذين عليهم أن يقوموا هم أيضاً بواجبهم الوطني في هذه الأيام، ويقوموا بفتح الأبواب، والمبادرة بنقل الجماهير من مختلف مدن الدولة إلى الكويت، الجسر الجوي والدعم عليه ألا يقتصر على القيادة التي قامت بعملها بأكمل وجه، فعلى أصحاب الشركات ورجال الأعمال أن يدركوا واجبهم المجتمعي تجاه الإمارات ومنتخبها الوطني، ويبادروا بحشد الجماهير والمحبين إلى العاصمة الكويتية، كي يكونوا عوناً وسنداً لـ «الأبيض» في المباراة النهائية ضد المنتخب العُماني الشقيق، فالمنتخب بجمهوره وبداعميه وبحضور المحبين له من الإمارات إلى وطن النهار سيظهر مختلفاً ومنتشياً، وما حدث في البحرين قبل أعوام عدة كان شاهداً على ذلك. كلمة أخيرة عرس وفرح وأبيض منتصر.. ليلة جميلة عاشها «العريس» والمدعوون، نريدها أن تكتمل.