تفخر الإمارات بمنجزها العالي وتُباهي به الأمم. يحدث هذا في ريادتها الاقتصادية ومبادراتها الخلاقة في الابتكار وبرامج الشباب ومسرعات المستقبل. وتتوازى هذه الرؤية المحبة، مع أسلوب تعاطي حكومة الإمارات مع القضايا العالمية، ووقوفها في الصف الأول في مساعي المحبة والسلام والصداقة بين الشعوب. ويأتي البعدُ الثقافي ليعزز من هذه القيم لكونه الترجمة المباشرة لرؤية الحكومة، والدليل الذي يؤكد التزامها بالمبادئ الإنسانية. وما نراه من صروح ثقافية تُشيّد كل يوم على أرض الإمارات، يمنحنا الثقة الكاملة بأننا نرتكز على أرضية صلبة من الوعي بضرورة بناء العقل أولاً، وتغذيته بالجمال والحكمة المكنوزة في الآداب والفنون والثقافة باعتبارها الجسر الذي نعبرُ من خلاله إلى القمم، واحدة تلو أخرى، في سباق لا ينتهي.يأتي الثاني من ديسمبر من كل عام ليعيدنا إلى الجذر الذي شعّت منه هذه الرؤية البعيدة في فهم وجودنا ككيان، وكشعب في هذه المنطقة من العالم. إلى الآباء المؤسسين الذين شيّدوا بعرق الصبر واحدة من أنجح التجارب في الوحدة والتسامح والمحبة والانفتاح. وكان الأساس الذي قامت عليه الدولة هو المحبة، ومد يد الصداقة، والإقبال على العناق بقلوب محبة، وعلى العهد بأن ندفع جميعاً ركب هذه السفينة لتظل تبحرُ في وداعة ويسر مهما تلاطمت من حولنا الأمواج. وكان ترسيخ هذه المبادئ الإنسانية هو العمل الأول الذي رسخه المؤسسون، عندما اهتمت الحكومة الوليدة بالإنسان، وبالتعليم والثقافة، وظل هذا الفعل من البناء الثقافي مستمراً وبوتيرة عالية حتى يومنا هذا.يأتي الثاني من ديسمبر والإمارات تعيش عرساً ثقافياً بامتياز، وتكاد تكون معظم مدن الدولة عواصم ثقافية دائمة للسينما وللكتاب وللموسيقى والشعر والفكر والآداب والفنون. وكما يرتفع علم الإمارات على صروح الفخر ومباني ناطحات السحاب، فإننا نراه يرفرف أيضاً في لوحات الصغار في المدارس، ويبزغُ مثل نشيدٍ عذب على ألسن الشعراء ويضيء قصيدهم. وإذا انبرى الرسامُ إلى لوحته مزهوا بروعة هذا الوطن، تجلى الأحمر رمزاً للكرامة، وبزغ البياض ناصعاً مثل نوايانا الصادقة، وجاء الأخضر وجهاً من وجوه عشقنا للطبيعة، ويكمل الأسودُ لوحة الوطن بليلهِ المشعّ بمليون قمر.أحبك يا الإمارات، وأكتب برملك، ذرة ذرة، سيرة المجد الذي رفعته يوماً على صارية الثريا سبعُ أيادٍ، وصار اليوم صرحاً يطاول النجوم، وينير السماء وأفلاكها.