حتى الأشقاء من السودان، لم يصدقوا ما رأوا وما سمعوا.. كل الأحداث في أبوظبي تتغير للأبهى والأحلى.. كل شيء هنا، ينتهي تماماً كما الأحلام.. كل شيء هنا مبهر.. الأيام زادتنا خبرة وأصبحنا كل يوم، نبدأ حيثما انتهينا.. لا نكرر التفاصيل من جديد، وإنما نبحث عن تفاصيل جديدة بمسميات جديدة وألق جديد.
لم تكن المواجهة بين الهلال والمريخ السودانيين، مجرد مباراة في مئوية زايد وعام زايد.. لم تكن «كلاسيكو» دان في منتهاه للأزرق، لكنها كانت محكاً لمفاصل كثيرة، أثبتت جميعاً براعتها وقدراتها الاستثنائية، والأهم أن أبوظبي باتت علامة للإبهار.. أبوظبي وطن التفاصيل الخارقة.
كانت المواجهة محكاً للمنظمين الذين خرجوا بالمباراة في أبهى صورة، وتمكنوا من ضبط إيقاع الحشود الهادرة التي زحفت إلى ستاد محمد بن زايد من كل إمارات الدولة، ومن خارج الإمارات أيضاً.. كانت محكاً كاشفاً لقدرات مجلس أبوظبي الرياضي، الذي - كعادته - أبدع على كل المستويات، وتلك الصورة المبهرة التي شاهدناها في المباراة أمس الأول، لا توجد شهادة أغلى منها نقدمها للمجلس ولأمينه العام عارف العواني، وأعلم حجم سعادتهم بما شاهدوا وما صنعت أيديهم، وما أبدعت عقولهم طوال فترة الإعداد والترتيب للمباراة.
الديربي السوداني، كان محكاً كاشفاً أيضاً للإعلام الإماراتي الذي أصبح - بتجرد وحياد- يغرد خارج السرب تماماً، ويكفي أنه أعاد اكتشاف السودان للسودانيين، وتوغل في تفاصيل الحياة السودانية، كما لم يفعل الإعلام السوداني نفسه، ومن يتابع ما كتبه الأشقاء في السودان عن المباراة وأجوائها سيتأكد من ذلك، وما قدمته قناة أبوظبي الرياضية بقيادة الصديق والزميل يعقوب السعدي، أمر يفوق الوصف.. لقد أعاد اكتشاف السودان لهم ولنا، وغلف المباراة بالفرحة والبهجة و«الشلالات» وعيون الفرح، وتواجدت القناة في كل درب، وتعاملت مع المباراة الكبيرة باحترافية كبيرة، وضعت الكثير من نوافذ الإعلام في مأزق، وأكدت تفردها، وأنها تمتلك ما لا يمتلكه غيرها، وأهم ما تمتلكه تلك الرؤية المفعمة بحب الوطن، ومساندة كل ما هو عربي.
هكذا اسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إذا ما اقترن بشيء أو اقترن به شيء.. إذا ما مر على الخاطر أو ظهر في الأفق.. كل ما حوله يقتبس بعضاً من ضيائه.. كل ما حوله يتشكل بحروف النور التي يتشكل منها اسم حكيم العرب.
شكراً لكل من منحنا هذه الفرحة، ولكل من جمع أهل السودان تحت سماء أبوظبي، ولكل من أهداهم ليلة لا تنسى ستظل في الخاطر وفي القلب.. وشكراً لمن أعاد اكتشاف السودان، وجعلها «المتن والعنوان».
كلمة أخيرة:
لا شيء في الدنيا يفوق شيئاً تصنعه بقلبك.. الحب سبب كافٍ لأن تأتي بما لم يسبقك إليه غيرك.