يعتقد البعض أن ساعة الاحتفال بتحقق المنجز هي أكثر ساعات العمل جمالاً، غير أن أكثر الأوقات جلباً للفرح ومدعاة لسعادة لا متناهية عندما نتذكر محطات البداية واستحضار تحديات العمل، وخصوصاً بعد انتهاء الأمر ونجاحه. وهذا تماماً ما يحفظه لنا الأرشيف الذي يسجل لحظات حجر الأساس ومراحل تطور العمل، وكيفية تجاوز صعوباته. نحتفل بالذكرى السادسة والأربعين لقرار اتخذه أناس تحابوا واتحدوا وأصروا وفعلوا فأبهروا العالم، نحتفل باللحظة التي وقف فيها الآباء المؤسسون تحت راية وحدتهم، لا نحتفل بمنجزهم فقط، إنما نحتفي بقدرتهم على الحلم والتحليق التي ميزتهم عن غيرهم. نحتفل بتفاصيل لا يدركها بذاك العمق من شهد لحظة الإنجاز وحسب، بل أولئك الذين عرفوا تحديات تلك المرحلة وصعوباتها. في سجل هذا البلد، الكثير من الأحداث التي تجبرك على التوقف والتأمل فيها، لأنها تستدعي سعادة لها طعم مختلف، خليطاً من فرحة البدايات وآلام التحديات وفخر الإنجاز. ? في الثامن من ديسمبر عام 1971 اعترفت 29 دولة في العالم بدولة الإمارات العربية المتحدة. وفي 2017 كشف تقرير دولي عن حصول جواز السفر الإماراتي على المرتبة 22 عالمياً والمرتبة الأولى عربياً كأقوى جواز يسمح بدخول صاحبه دولاً أكثر دون قيود وتأشيرات. ? في الثلاثين من ديسمبر عام 1972 كان في الإمارات 120 مدرسة لمختلف المراحل، و50 مركزاً لتعليم الكبار. فيما تستأثر الدولة الآن على استضافة ما يقارب 20 بالمائة من الفروع الجامعية الدولية على مستوى العالم. ? في السابع من مارس عام 1973 وُضع حجر الأساس لمصنع إسمنت وهو أول مصنع يقام في ظل دولة الاتحاد. وفي يوليو عام 2014 أعلن عن إنشاء وكالة الفضاء الإماراتية التي ستعمل على صناعة وإرسال مسبار فضائي إلى كوكب المريخ. ? في التاسع من يوليو عام 1974 استقبل المغفور له الشيخ راشد آل مكتوم خبراء البلديات من دول العالم للمشاركة في تحكيم دولي، قُرر لاختيار مشروعات ضخمة لتحويل دبي إلى مدينة عالمية. وفي أكتوبر عام 2016 تربعت مدينة دبي على المركز الرابع عالمياً، والأول عربياً، من حيث أعداد الزوار الذي يقصدونها من مختلف أنحاء العالم. اخترت هذه التواريخ لأنها تخص أحداثاً فارقة في عمر الدولة، كون ما لحقها فيما بعد يبدو أقرب للمعجزات، فبعد أقل من خمسة عقود تبدو هذه الأحداث وكأنها بعيدة جداً ولا صلة لها بأرض الواقع، فيما الحقيقة أنها حجر الأساس للواقع الذي ننعم به اليوم.