حينما طلب الاتحادان الإماراتي والسعودي لكرة القدم، من نظيرهما الآسيوي نقل مبارياتهما مع الأندية الإيرانية إلى ملاعب محايدة، تجنباً لاستفزاز الجماهير والمعاملة السيئة والخروج عن الروح الرياضية من المنظمين، كانا محقين، لأن التجارب السابقة ماثلة ومسجلة وشاهدها القاصي والداني عبر النقل التلفزيوني، إلا رجال ومراقبي الاتحاد الآسيوي الذين لا يريدون مشاهدتها لتجنب اتخاذ أي قرار ضد الاتحاد كي لا يحرمه جائرة أفضل اتحاد متطور في آسيا، إرضاءً له ومجاملته في جوائزه التي تعطى لغير مستحقيها أحياناً كثيرة. ونحن والأشقاء في الاتحاد السعودي وغيرنا من الاتحادات نحرص على سلامة لاعبينا ومشجعينا قبل أي شيء، لأن المباراة إن خرجت عن الروح الرياضية تكبدنا الكثير وقد يكون في الأرواح، وهذا ما لا نتمناه، لذلك لا بد من تجنب عواقبها قبل حدوثها، فقد لا ينفع الندم بعد فوات الأوان، فلسنا ضد اتحاد بعينه ولكننا ننشد السلامة للاعبينا وأطقمنا الفنية ومشجعينا وحتى مشجعي الطرف الآخر، لذلك كان على الاتحاد الآسيوي أن ينأى بنفسه عن إرضاء بعض الأطراف والموافقة على الطلبات المماثلة، لأننا نرفع شعار اللعب النظيف ليس في الملعب فقط، وإنما أيضاً في المدرجات وخارجها وفي وسائل الإعلام أيضاً، لأن الرياضة هدفها نشر المحبة والتسامح، فإن خرجت عن هذا الإطار فقدت رسالتها وأهدافها. أما جائرة أفضل اتحاد متطور في آسيا 2017 فإننا نتركها للجان التي وضعت آليات التقييم والمعايير، التي نراها في غير محلها، لأن التطور يجب أن يشمل كل مقومات النجاح، بجانب المنشآت كالتنظيم وأمن الملاعب واللاعبين والحكام، وكل المنظومة الكروية، إلا إذا كان النجاح لدى اللجان المقيمة مختلفاً عن الاتحاد الدولي والاتحادات القارية الأخرى. والحال كذلك في الظرف الحالي للعلاقات الخليجية القطرية، حيث لا نتمنى أن نسمع هتافاً في المدرجات من قلة من الجماهير تؤجج المدرجات، وقد يتطور إلى تشابك بوسائل عدة، فالحكمة يجب أن تتغلب على حرفية النظم واللوائح والشعارات الرنانة، لأن الواقع يفرض علينا ذلك وإن حاولنا النأي عنها، وحينها لا ينفع الندم.. فلتكن قرارات اتحادنا القاري بحجم التحديات، وتغليب المصلحة العامة على الشعارات التي لن تجدي نفعاً بعد ذلك. وإن كان الاتحاد الآسيوي يريد إرضاء ومجاملة البعض، فليكن بعيداً عن أمن وسلامة اللاعبين وأهداف البطولة وروح الرياضة.