في «عام زايد»، طيب الله ثراه، نعيش مجد أمتنا ونحصد ثمار فكره وفلسفته الإنسانية التي نكتشف لها أثراً في كل موطئ قدم وعلى كل لسان وفي قلب من لمسهم فضل الله وهبات دولة الإمارات العربية المتحدة. وعندما نسافر تفتح لنا بلاد الله أبوابها ومنافذها فندخلها بكل فخرٍ واعتزاز، ونشكر قيادتنا على استدامة منظومة الباني المؤسس التي أصبحت قدوة ونموذجاً متكاملاً للحياة الكريمة والتفاعل البشري الآدمي. ذات مساء كنت أقلب الراديو كما لو أني في فجر الاتحاد، فلاح لي صوت الموسيقار سعد عبدالوهاب يتغنى بنشيد ابن الوطن السيد علي الشرفا، وقد تمازج اللحن مع الصوت والكلمات، فسرت معهم في درب الذاكرة والذكريات، ردد الشادي «شعبنا لبى النداء.. بالمعالي والفداء.. شعبنا لن يرتضي غير الصدارة والعلا.. قد أردنا العيش عزا واتحادا.. وارتضيناه سلاما وحيادا.. وبنينا النهضة الكبرى قلاة.. نملأ التاريخ مجدا وانتصارا.. نبذل الروح فدا نحمي الديارا... فلنردد كلنا.. سوف نحمي الاتحاد».. كلماتٌ تركت في القلب والخاطر والحس القومي والوطني ما تركت. فقلت لمن كان معي:«الله كريم وأكرمنا بالشيخ زايد وأبنائه والقيادة الرشيدة».
سألني أحدهم ذات مساء لماذا يتميز الإماراتيون عن غيرهم؟ فقلت له بكل حياء ما على أهل الخليج ولا على إخواننا العرب زود، الموضوع هو نقطة التحول التي شكلت نقلة نوعية في سلوك وتضاريس تحضر البشر، فمنذ بداية النهضة والبناء كان الشيخ زايد «طيب الله ثراه»، يخاطب أبناء شعبه مباشرةً أو عن طريق الرسائل والمقولات التي تبثها وسائل الإعلام، فهو بذلك يشيد صروح البنيان ليكون الداخل والخارج متحدين، فيستمد سلوك أبناء الدولة الحديثة من تراثهم وطبيعتهم ما يشكلون به إرث الأجداد المستدام والمتأصل. بهذه الطريقة كان الشيخ زايد «طيب الله ثراه» قائداً فذاً فهو بذلك فعل دور الإعلام لتأدية رسالته السامية والفعالة، استمد من التراث ما عزز عناصر الهوية واستدامة عناصرها». نظرت إلى صاحب السؤال فوجدته يقول:« الشيخ زايد كان بناء وعطاء»، فقلت له: «نعم، الآن يتحدث الناس عن الدبلوماسية الإنسانية كعنصر جديد في التعامل بين الدول وقد فَعَلَ الشيخ زايد ذلك منذ بداية عهده».
للعارفين أقول، سوف نحمي الاتحاد قولاً وفعلاً، فالدم الذي يجري في عروقنا ليس ملكنا، ولكنه ملكٌ لكل شبر من أرض دولة الإمارات العربية المتحدة، التي بناها رجل عرف قدر أهله والإنسانية.