وصل «الأبيض» إلى المباراة النهائية.. وصل بالإصرار وبالإرادة وبجماهيره التي زحفت خلفه ورسمت أروع مشهد هنا في الكويت.. في مباراة منتخبنا والعراق أمس الأول، شعرنا أننا في أبوظبي.. تلك الوجوه أعرفها وهذه الهتافات أسمعها، وتلك الفرحة عشناها كثيراً.. إنه الحلم «الأبيض» الذي فسره نجوم المنتخب، بعد مواجهة عصيبة، عبروا فيها «أسود الرافدين» بضربات الترجيح، وبعد مباراة تلاعبت بالأعصاب من البداية حتى النهاية. الآن، ليس في الأمام سوى اللقب.. سوى الكأس لنصل إلى الثلاثية التي يستحقها هذا الجيل ويستحقها الوطن.. لا داعي للنظر للخلف ولتفاصيل المسيرة، فإن تصل إلى هذه المحطة، فإن ذلك يعني أنك على ما يرام.. أن تصل إلى النهائي، فأنت قطعاً أفضل من البقية. كان نجوم الأبيض «أسوداً» أمام العراق، واستحوذوا على معظم مجريات المباراة، ورغم أن الصبغة الدفاعية لا تزال أهم ما يميز منتخبنا، إلا أننا وصلنا لمرمى المنافس كثيراً، ولولا الحظ لحققنا النصر دون انتظار لضربات الترجيح، وذلك برغم الفرص التي سنحت للعراق أيضاً، وتصدى لها لاعبونا ببراعة، لاسيما حارسنا الهمام والأمين خالد عيسى. الآن، وقد وصلنا إلى النهائي، علينا أن ندرك أنها مباراة واحدة لكنها تعني الكثير.. تسعون دقيقة ينتظرها جمهورنا الوفي الذي يستحق أن نهدي له الكأس، عرفاناً بوقفته وبمساندته وزحفه إلى الكويت ليكون خلف اللاعبين، وأتوقع أن يتضاعف هذا الزحف أمام عُمان، لنزف جميعاً المنتخب من هنا بأغلى لقب. وما حققه «الأبيض»، يعود لأسباب كثيرة، سواء داخل الملعب أو خارجه، ومنها الدور الذي تقوم به إدارة البعثة بقيادة عبدالله ناصر الجنيبي رئيس بعثة المنتخب في «خليجي 23» نائب رئيس اتحاد الكرة، والذي يقوم بدور كبير في تهيئة اللاعبين وإبعادهم عن أي مؤثرات خارجية، وقد أتاحت لنا فرصة الإقامة مع بعثة «الأبيض» في ذات الفندق، فرصة الاقتراب من طبيعة عمل عبدالله ناصر الجنيبي الذي يفضل الصمت في مهمته، والتركيز فيها والبعد بنفسه وباللاعبين عن كل ما يشغل بالهم أو يشتت انتباههم، رافعين راية الوطن فوق أي اعتبار. كل الأمنيات لمنتخبنا بأن يمضي حتى نهاية الحلم، وأن يعود من الكويت حاملاً كأس البطولة التي يستحقها وتستحقها تلك الجماهير الوفية. كلمة أخيرة: أحياناً تنسيك النهايات.. كل ما مضى منذ البداية.