قبل أيام سألني أحد المواقع الإخبارية في معرض تغطيته لاحتفالات الإمارات باليوم الوطني السابع والأربعين عن حرص أبناء الإمارات الشديد على الاحتفال باليوم الوطني لبلادهم، لدرجة المبالغة كما ورد في السؤال، فقلت لهم: إن ما قد ترونه مبالغة، نراه عشقاً وحباً، يفوق كل تصور، لأنه يتعلق بوطن غير الأوطان، وقيادة حكيمة هي هبة الرحمن ورحمته على عباده من أهل البلاد.
وتروي قصة عشق وارتباط، يعبر عن أمور عدة في مقدمتها: تعظيم الشعور بالانتماء للدولة الاتحادية التي ارتفعت رايتها لأول مرة في الثاني من ديسمبر 1971، ليسجل التاريخ أنجح تجربة وحدوية في عالمنا العربي، بما حمله ذلك من شعور بالاستقرار والاطمئنان للمستقبل.
يمثل الاحتفال بالنسبة لنا صورة من صور التعبير عن الولاء والامتنان لقيادة حكيمة، مضت على نهج الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، رسم بحكمته ورؤيته الطريق للنهوض ببلاده وشعبه، بتوظيف موارد البلاد للتنمية والبناء، ليصنع معجزة ظهرت للعالم، وبلغت اليوم هذا المبلغ العظيم بين الدول.
لقد حققت الإمارات لمواطنيها من التحولات ما كان يعد مستحيلاً، في أقل من خمسة عقود، بالإخلاص والعمل الدؤوب والتخطيط السليم والتوظيف الأمثل للموارد، فأسعدت الإنسان على أرض، كانت تفتقر حتى عقود قريبة، مضت للمسكن الصحي والعلاج وأبسط مقومات الحياة الطبيعية. وكانت تسجل أعلى معدل لوفيات الرضع.
اليوم الإمارات، تضم أرقى مراكز الطبابة والاستشفاء على طراز عالمي، وتتحدث الأرقام فيها عن 1.6مليار درهم استثمارات لضمان جودة الحياة، وهي في المرتبة الخامسة عالمياً في الرعاية الصحية، والخامسة عالمياً في الخدمات الشرطية، والثانية عالمياً في جودة الطرق، والسادسة عالمياً في الخدمات الذكية. وشعبها الأول عربياً في مؤشر السعادة، وجواز سفرها الأول عربياً والسادس عالمياً كأقوى جوازات السفر في العالم.
ومن مجتمع تتفشى فيه الأمية قبل ستة عقود إلى دولة أطلقت مؤخراً أول قمر صناعي، صُمم وبني بأيد إماراتية، وتستعد لإطلاق مسبار لاستكشاف المريخ العام 2021 اليوبيل الذهبي لقيام الإمارات.
أرقام تؤكدها المؤشرات الصادرة عن المنظمات الدولية المتخصصة، فما تحقق لم يكن محض مصادفة أو ضربة حظ، ولم يتحقق بالشعارات، وإنما بالإخلاص والإرادة والعزيمة الصادقة والخطط والاستراتيجيات والحكم الرشيد، والرؤى السديدة التي تستشرف المستقبل دوماً لإسعاد الإنسان.