عبر جهود المخلصين نعبر فضاء العالم، ونمر من دون مطبات هوائية تعيق الوصول إلى الأهداف السامية.
ولأن الإمارات اليوم أصبحت في الوجود، خطوة فوق الأرض، وخطوات عند شغاف النجمة، ورشفات من غيمة الحب، وهي تمضي بِنَا حثيثاً باتجاه الزمن المضاء بمصابيح الوعي، وأحلام الطير، وشفافية السحابات الممطرة، وكم هي الفرحة عارمة تغمر القلوب، وتعمر الدروب، عندما يتشح يومنا الوطني المجيد بامتياز الملهمين والمبدعين الذين يطوقون أعناقنا بإنجازات، ويوشحون صدورنا بمجد الأفذاذ وسمو النبلاء ورفعة الرجال النجباء، الذين يسهرون لأجل أن نأمن على مستقبلنا، ويبذلون كي تغمض عيوننا مستقرة هانئة.
هذه هي خاصة «عيال زايد»، وهذه هي سجيّة عشاق الإنسان والوطن، الذين وضعوا الأمانة ما بين الرمش والرمش، وذهبوا إلى الحياة مكللين بالوعي، مجالين بالشيمة ونخوة النجباء، والوطن يسمو بهم، وتعلو رايته وتشمخ سمعته، وترسخ جذوره في أذهان من يعرفون كيف للصدق من أثر وتأثير في النفوس، وكيف للوعي من سيرة تفتح في الأفق أجنحة البياض، وتمضي في وجدان الناس مثل الماء الرقراق، وتسكن في النفوس إيماناً وقناعة، أنه ما من شيء يمنح الروح رخاءها سوى التلاحم الذي يملأ وعاء الوطن، ويصبح القائد والشعب عند جادة الطريق، شجرة وارفة الظلال، ويصبح الوطن واحة تتزين بحب الناس الأوفياء، حيث الانتماء هو انسجام ووئام وانسكاب في الحياة، مثلما هو الرحيق في عروق الفراشات، مثلما هو المحيط في تلافيف الرمل، مثلما هو النهر في رموش العشب، مثلما هو التلاقي بين روحين شفهما الشغف.
هذه هي الإمارات، في موكب الخير تعبر، وفي قافلة الأحلام الزاهية، تصل إلى حيث يرنو أفق العشاق، وهم يرفلون بالأمل والإيمان، والجد والاجتهاد، وكلما لاح بدر في السماء، كانت الإمارات نوره الوضّاء، يشرق على العالم بوجه سمته الابتسامة الندية، وطويته الوصول إلى الآخر، بقلب مثل بتلة الورد، وروح مثل جناح الطير، وعقل ببياض الموجة، وهفهفة الأوراق على القمم الشم.
شكراً لوطن نهله نهل السجايا الغارفات من نبع السلسبيل، شكراً لقيادة أعطت، فأثرت، ومنحت فأسرت، وبذلت فجعلت الوطن نخلة فيحاء جذرها في الأرض، وفرعها في السماء، والبذل مستمر، وتعاضد السواعد يمضي في فضاء العالم مثل السحابات المطيرة، شكراً لقيادة أذهلت العالم بإبداع استثنائي، وفرادة بلاغية في فصيح العطاء، وشكراً لكل من أضاء سماء الوطن بابتسامة في يومه الوطني السابع والأربعين، يوم العالم، يوم المخلصين، يوم الذين يفرحهم النجاح، ويعزز سعادتهم الظفر بالفوز في المراكز الأولى.