من بين تلك العروض الخلابة الآسرة للعمل الفني الأكثر من رائع«هذا زايد ..هذه الإمارات» انبجس بأحرف من نور وضياء وسم«علمني زايد»، والذي احتضنته مدينة زايد الرياضية في العاصمة أبوظبي مساء أمس الأول، ليغمر وسائط التواصل الاجتماعي، وأضفى عليها بهاءً وألقاً مشاركة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وشيوخنا الكرام، كل يضيف ويدون ما تعلم من الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه.
احتفالية، جعلت من احتفالنا بأعظم أيام الإمارات احتفالين، وأبناء الإمارات يتوجون عاماً كاملاً من الفعاليات، واكبت مئوية أنبل وأعظم القادة في التاريخ الحديث.
كان عام زايد بحق عام التعلم واستحضار واستذكار الدروس والعبر من سيرة رجل في أمة، وأمة في رجل بما صنع ببصيرته المتقدة ورؤيته الاستشرافية العابرة للزمان والمكان، وبالحكمة والصبر وحسن الخلق والتواضع والتسامح والكرم، فكان التحول العظيم في مسيرة وطن لا يدرك مقدار النقلة أو التحول وما تحقق سوى تلك الأجيال التي كابدت البدايات الأولى وإرهاصات ومخاضات الميلاد الكبير لاتحاد الإمارات.
كان عاماً من تجديد الوفاء لرجل العهد والوفاء، تربع القلوب، وسكن حدقات العيون، وملك الأفئدة والعقول، عهد يتجدد بأن نظل على ذات النهج الذي رسمه واختاره لنا، وعلى ذات الدرب ماضون، طريق النور والأمل والحياة، درب جعل من وطن ممزق مشتت دولة عصرية متطورة ذات وزن وثقل على الساحة الإقليمية والدولية، بما نسجت من علاقات وشراكات مع مختلف شعوب ودول العالم، بعد أن أمنت السعادة والرخاء والازدهار لأبنائها.
ما علمنا زايد تنوء بحمله المجلدات، ولكنها دروس محفورة في سويداء القلوب، نتمسك بكل حرف منها، لأنها بوصلتنا إلى مرافئ الخير والسعادة وشواطئ الأمن والأمان والاطمئنان للمستقبل. وكما قال أبو خالد ذات مرة من امتلك بوصلة يكون مساره واضحاً ثابتاً لا يضل عن هدفه، فما فشل المجتمعات وانهيارها إلا بغياب«البوصلة».
ونحن نقترب من إسدال الستار على فعاليات«عام زايد» يتجدد عهد الوفاء بأن نظل لقيم زايد أوفياء، رحم الله زايد، وبارك لنا في خليفة وإخوانه، وحفظ الله الإمارات.