السنة الماضية شرفت بتقديم الحفل الافتتاحي لقمة المعرفة برعاية، وحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، وهذه السنة تشرفت أن أشارك فيها مستمعاً ومتعلماً لما يدور في هذا العالم من تطورات معرفية مذهلة، تجعلنا نلهث حتى نلحق بالركب.
ولعل اعتدال الطقس في هذا الوقت من السنة، جعل الدولة تستضيف العشرات من الفعاليات والأحداث التي تصب كلها في خانة تعزيز مكانتها وسمعتها وقدرتها التنافسية المستندة إلى الانفتاح والاعتدال والتسامح، وعلى المعرفة المكتسبة أيضاً، فالإمارات اليوم باتت رقماً صعباً في المعادلة العالمية، وباتت شريكاً فاعلاً في صياغة الأحداث، وأصبحت مقصداً عالمياً، وهي التي استضافت «الفورمولا-1» قبل أيام، وماراثون أدنوك أبوظبي بعدها بأيام، وكأس العالم للأندية، ونهائيات أمم آسيا، وبطولة العالم للرجبي، وقمة المعرفة، وقمة رواد التواصل الاجتماعي التي ستنطلق الاثنين، وتجمع أهم المؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي في المنطقة والعالم، ولا يخفى على أحد أهمية «السوشال ميديا»، حتى للإعلام التقليدي، فكبريات الصحف العالمية تستخدم «تويتر» و«الفيسبوك» لإيصال ما تنشره على صفحاتها الورقية، وأهم قادة العالم يستخدمون «تويتر»، حتى قبل نشرات الأخبار الرئيسة في بلدانهم، للإعلان عن مواقف وقضايا تهم العالم بأسره، لهذا أرى أن الإعلام الرياضي العربي بحاجة لقمة إعلامية رياضية تجمع كل العاملين تحت سقف الإعلام الرياضي، بشقيه التقليدي والجديد، وطرح همومهم وطموحاتهم ومعاناتهم وتطلعاتهم، وتقربهم من بعضهم بعضاً، وتضع خطوطاً عريضة لما يجب أن يكون عليه الإعلام الرياضي الحقيقي الذي يبني ولا يهدم، والذي يقدم الحقائق بعيداً عن المصالح والتعصب والميول، والذي يقود الجماهير للاستمتاع بالرياضة، بدلاً من التعصب لها والدخول في مهاترات لا تزيد الواقع إلا احتقاناً، مع إدراكي الأكيد أن هناك من يجد في التعصب «ملح الرياضة وفلفلها»، ومن لا يستطيع العيش بدون إثارة، ولكن هناك فرقاً شاسعاً بين الإثارة المرغوبة والتعصب المقيت وإخفاء الحقائق، لأن زوايا الرؤية والمصالح الشخصية تتطلب ذلك.
نعم نحن بحاجة لتجمع عربي رياضي إعلامي دوري وسنوي وغير خاضع لأية جهة، تجمع يمثلنا ويقودنا ويوجهنا ويدافع عنا إن تطلب الأمر ذلك.