كم هي سريعة الأيام.. كم هي ثقيلة أحياناً.. كم هي وطأتها شديدة على النفس، حتى وإن كانت مبهجة، فلا شيء يعدل البدايات.. لا شيء يساوي تلك الذكريات التي تداعب الذاكرة بطعم ورائحة، حتى لو جاءك العالم.
العين.. الزعيم.. يفتتح اليوم بطولة كأس العالم للأندية أمام فريق ويلنجتون النيوزيلندي، في ضربة البداية بالبطولة العالمية، التي تجد هنا ما لا تجده في أي مكان آخر.. هنا تضيف إلى عمرها أعماراً، وإلى أمجادها ألقاً وبهاء.
العين.. كأنِّي بأحمد عبدالله وماجد العويس وسيف سلطان وعوض غريب، وغيرهم، يستعدون للعب ويتأهبون للمتعة.. تلك المتعة التي حمل لواءها على مدار خمسين عاماً «الزعيم»، منذ أن تأسس في أغسطس من العام ألف وتسعمائة وثمانية وستين.. كم هي طويلة الرحلة، أو كم هي قصيرة.. تُرى حين أخذ الرفاق القرار، كانوا يرون هذا الصخب، ويتطلعون إلى هذا النور.. لاشك أنهم رأوا، فالأحلام لا تطيع إلا من يؤمن بها.
يدشن العين اليوم، المشاركة الإماراتية الرابعة، بعد مشاركات شباب أهلي دبي والوحدة والجزيرة، وظني أن المسؤولية عليه أكبر، فهو «الزعيم»، وهو السباق إلى المجد، وعليه أن يضيف المزيد إلى التجربة الإماراتية في أهم بطولة عالمية.. ليس شرطاً أن تكون الإضافة مركزاً أو ميدالية، لكن الأهم أن يتجاوز الحضور حدود أننا «المستضيفون».
المباراة الافتتاحية -قطعاً- صعبة على العين، والسبب ليس قوة المنافس ويلنجتون النيوزيلندي، ولكن لأن الأخير ليس لديه ما يخسره، وما حققه بالوصول إلى هنا، أقصى من حدود طموحاته، والآلاف التي من المنتظر أن يلعب أمامها اليوم، ربما لم يلعب أمامها في حياته، وعمره كله مع كرة القدم، هو ربع عمر «الزعيم» الذي بلغ عامه الخمسين.
كالعادة، يأتينا بطل أوقيانوسيا، بلا مبرر، سوى أنه من قارة ذات ظروف خاصة، وإذا كان بطل أوقيانوسيا التاريخي «أوكلاند سيتي» قد غاب هذه المرة، فهذا لا يعني أن من حصل على مقعده أقل منه مستوى.. بالعكس.. اللعب مع المجهول يمثل مغامرة كبرى، على العين أن يستعد لها جيداً، وأن يدرك أن المنافس النيوزيلندي، عازم على استغلال الفرصة المتاحة لأقصى مدى.
يكتب العين اليوم، سطراً جديداً في مغامرة عالمية يستحقها، ليس فقط لكونه بطل الدوري الإماراتي، ولكن لأنه كان قريباً منها لسنوات.. هو أحد فرسان آسيا المتوجين.. هو بطل وسط أبطال.. هو صاحب الدار وأحد الكبار.

كلمة أخيرة:
الرائعون.. يضيفون كل يوم عمراً إلى عمرهم.