نستشف من حديث حمد بن نخيرات العامري، مدير عام هيئة أبوظبي للإسكان مع ستوديو واحد في إذاعة أبوظبي، أن في فضاء الإمارات هناك أجنحة ملونة بالبهجة، تحلق في وجدان الإنسان الإماراتي، تمنحه الضياء والنقاء والصفاء والوفاء والانتماء، وتضع منازله مصابيح الأحلام الزاهية، وتعلق في السقوف نجمة الرخاء، وغيمة الثراء، وتمضي في الحياة نهراً يعبق المشاعر بعذوبة العطاء، ويغدق الحنايا بالارتواء، ويسرد قصة وطن نمت أشجاره على الحب والعطاء، وسارت أمنياته باتجاه الوعي المتدفق، سعياً للتداخل والتواصل والتكامل، والولوج في العروة الوثقى، لتحقيق الأهداف السامية، ووضع الإنسان على قمة الهرم، في جميع مستلزمات الحياة، حتى صارت الحياة باحة تسترخي على أريكتها مهج العشاق، وتستريح الأشواق، وتتسع الأحداق، والنهر مستمر في وشوشة الأغصان، ونثر الحكاية بالتفصيل، من دون كلل أو ملل أو جلل أو خلل، لأن الوطن في المشهد الإنساني، قلم يسجل ما لهجت به الألسن، وما نطقت به الأعين، وما تاقت إليه الأذن، والقلوب الندية تنبض بدماء زكية، بل أزكى من عبير الورد، وأزهى من عيون الغزلان.
وكان العامري، على ضفة النهر الإذاعي، يسرد القصة كما هي في ماء الدلالة، والمعنى الرهيف، كان الرجل يتحدث بشفافية الصحراء الإماراتية الأبية، وشموخ أشجار الغاف، ونجابة النخلة السخية، كان في الحديث شجون الرجال النبلاء الذين يضعون الأمانة بين الرمش والرمش، وبصريح العبارة، كانت لغة الرجل، تند بكلمات مسؤولة، ومعاني تفيض بالتزام أخلاقي، وقيمي، نتوخاه دوماً من أبنائنا، وإخواننا الذين علقت على عواتقهم حقوق الناس، وعلى كواهلهم رصعت الثوابت الوطنية، التي زرعها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأسكنه فسيح جناته، وعندما نرى هؤلاء الفرسان في ميادين العطاء يبذلون النفس والنفيس، من أجل أن تظل راية المواطن مرفوعة على هامات السحاب، نمتلئ بالسعادة، ويغمرنا الفخر والاعتزاز، بهذا الجيل المتقد وعياً، بأهمية أن يكون العطاء المبدأ، والغاية، والنسق الروحي الذي تذهب إليه الضمائر، وتنتمي إليه القلوب.
العامري، كفى ووفى في شرحه وتوضيحه لكل ما يلتبس، وكل ما يحتبس في نفوس الناس، وأصبحت القناعة راسخة لدى الصغير والكبير، إننا في منطقة الأمان دوماً، طالما توطدت أواصر الأمانة، بين أيدي عشاق الوطن.