لعل البرتغالي كريستيانو رونالدو، أبرز الغائبين عن مونديال الأندية بأبوظبي، بعد انتقاله إلى صفوف «السيدة العجوز» عقب أن عاش المجد بكل تفاصيله مع «الملكي»، فضاعت عليه فرصة قيادة الريال للقب المونديالي الثالث على التوالي، استكمالاً لفوزه مع الفريق بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الثالثة على التوالي.
ومنذ رحيله عن الريال، وتصريحاته الساخنة في حق «قلعة الملكي» لم تتوقف، وكأنه لم يكن بينهما «عيش وملح وإنجازات»، وآخر أشكال تلك الحرب الباردة ذلك التصريح المستفز الذي أطلقه على هامش آخر جولة في دوري المجموعات الأوروبي، عندما قال إن مجموعة الزملاء في اليوفي، هي أفضل مجموعة لعب معها على مر التاريخ، وبرغم أنه لم يقارن بشكل مباشر ما بين إمكانات لاعبي الريال ولاعبي اليوفي، إلا أن «المعنى في بطن الدون»، ففي ذلك التصريح تلميح أقرب إلى التصريح بأن لاعبي اليوفي أفضل وأعلى مستوى من نجوم الريال.
ولا أحد يمكن أن يفسر أسباب حرص رونالدو على التقليل من شأن زملاء رافقهم لسنوات عدة، وحقق معهم إنجازات تاريخيه، في حين أنه لم يحقق شيئاً حتى الآن مع اليوفي الذي تبدو فرصه ضئيلة للفوز بدوري أبطال أوروبا، عكس ما كان حال الريال مع كريستيانو، عندما كان أحد أبرز المرشحين، إن لم يكن في مقدمتهم للفوز بدوري الأبطال.
كما أن «الدون» لم يفوت فرصة حفل الكرة الذهبية الأخير، من دون أن يقلل من شأن زميله السابق في الريال لوكا مودريتش الفائز بالجائزة، عندما قال: «كل التهنئة لمودريتش، لكنني أستحق الكرة الذهبية كل عام»، وهو تصريح أقل ما يقال عنه إنه مفعم بالغرور والتعالي، لأن لاعبا بحجم ميسي منافس دائم أيضاً على الجائزة، ناهيك عن نخبة اللاعبين الفرنسيين أبطال كأس العالم.
وطالما أن أصداء حفل الكرة الذهبية لم تتوقف حتى الآن، فإنني أضم صوتي للذين رأوا أن الجائزة ظلمت النجم أنطوان جريزمان نجم المنتخب الفرنسي ونادي أتليتكو مدريد الذي حقق هذا العام ثلاثية ذهبية من الصعب أن تتكرر، بالفوز مع «الديوك» بكأس العالم للمرة الأولى خارج الديار، وبعد 20 عاماً على رصيف الانتظار، كما أنه فاز مع أتليتكو بلقب الدوري الأوروبي، وأكمل مسلسل النجاح بالفوز مع فريقه بالسوبر الأوروبي، كما أن مواطنه فاران نجم دفاع ريال مدريد حقق كأس العالم، وفاز مع الريال بدوري الأبطال.
×××
لا أتصور أن تطبيق تقنية الـ «فار» للمرة الثانية على التوالي في مونديال الأندية، من الممكن أن يرافقها نفس الجدل الذي صاحب تطبيق التقنية لأول مرة في نسخة 2017، فالتجربة تصحح نفسها، أولاً بأول، بدليل أنها حققت نجاحاً ملموساً في مونديال «روسيا 2018»، حيث صوبت العديد من الأخطاء وأنصفت العديد من الفرق، والمهم في تجربة المونديال الحالي، أن يتم حسم الموقف عند وجود جدل تحكيمي في أقل وقت ممكن، حتى لا تفتقد اللعبة متعتها وتشويقها.
وكل ما نأمله أن يكون «مونديال أبوظبي» بروفة ناجحة لتطبيق تقنية الـ «فار» قبل أن تطل برأسها للمرة الأولى في تاريخ نهائيات كأس أمم آسيا.