قبل عشرة أعوام، كنت ضمن البعثة الإعلامية المرافقة لوفد الإمارات، في الاتحاد الدولي لكرة القدم بزيوريخ، والتي قدم من خلالها الوفد ملف أبوظبي لاستضافة كأس العالم للأندية، وكنت أتساءل حينها ما الذي سنجنيه من بطولة مترنحة وغير ثابتة في نظامها وغير مستقرة في جدولة مبارياتها.. ماذا سنستفيد منها، وما الذي يمكن أن نناله في حال كسب ملفنا، وأصبحنا المنظمين لها.
مرت السنوات ولا تزال الأسئلة باقية، ولكنها لم تعد حائرة ولا خالية من الإجابات والردود المقنعة، لم يجب علي أحد بل تركتها، لأن يقوم الزمن بنفسه بالرد عليها.. وكان الرد واضحاً.. صريحاً وكاملاً.
تخيلوا أن تكون كل الأنظار العالم من إعلام وقنوات وجماهير ومتابعين متجهة صوب الإمارات.. تتابع بشغف وتبحث بنهم وتترقب بكثافة عالية، في انتظار ظهور المنافسين والاستمتاع بالمواجهات، كانت البطولة مترنحة وأبوظبي هي أحد أسباب ثباتها، وكانت مجرد تجربة وبفضل التنظيم والنجاح الجماهيري، باتت مستقرة في جدولتها وروزنامتها، وطريقة لعبها لتصبح أحد ثوابت بطولات كرة القدم في الخريطة الدولية.
«الرياضة أصبحت صناعة».. مفهوم بات الكل يردده ويتحدث عنه، ولكن هل نفهم معناه حقاً.. الإجابة في الميدان في النقلة السياحية التي تجنيها أبوظبي من خلال استضافتها كبرى الأحداث في العالم، وبدلاً من أن تبحث عن مساحة إعلانية في قنوات تلفزيونية وصحف عالمية، باتت هي من تأتي إليك وتبحث عنك، وتكتب عن تنظيمنا ومعالمنا وأحداثنا، وهذا بحد ذاته إعلان وانتشار تقدمه صحافة وإعلام العالم عن العاصمة من دون أن يكلفك ذلك درهماً واحداً.
اليوم القطاع السياحي بات شريان حياة للدول، وحين تبحث عن شهور الذروة في العاصمة عليك أن تدقق أولاً في روزنامة الأحداث الرياضية، وتعرف كيف أثرت وساهمت في إنعاش هذا السوق الصعب الذي تتنافس من خلاله مع أكبر المدن العالمية، والتي سبقتنا سنين طويلة وأصبحنا اليوم منافسين شرسين لهم.
هذه البطولة صقلت الإداريين والمنظمين والمسؤولين، وتراكمت عليهم خبرات لم يكن لينالوها، حتى لو دخلوا كل الدورات التعليمية، فالعمل الميداني عن ألف شهادة نظرية وتمعن اليوم في المنظمين والمخططين والمشرفين، وحتى المتطوعين كيف احترفوا التنظيم، وباتوا يقدمون للعالم نموذجاً مشرفاً لأسلوب الإمارات في استضافتها مثل هذه الأحداث.
هذه البطولة صقلتنا نحن الإعلاميين، وفي كل استضافة تكسر من خلالها روتين الموسم، وتعيد إلينا النشاط، وتفتح لنا آفاقاً واسعة، وتكون بمثابة تحد جديد في العمل الميداني، كانت يوماً من الأيام مجرد فكرة وخطة ومجموعة أوراق، وتحولت اليوم إلى عيد سنوي ننتظره بشغف.
كلمة أخيرة
إذا أردت لأي حدث أن ينجح.. ارفق من خلاله اسم «أبوظبي» فهو يكفي.