كأس العالم للأندية، فرصة تاريخية تقدمها الدولة على «طبق من ذهب» لكل عشاق كرة القدم ومحبيها وممارسيها والعاملين فيها، والمنخرطين في أروقتها، فهي لا تكتفي بالمتعة التي تقدمها، وفيها الشيء الكثير منها، ولكن أيضاً هي جملة من الدروس المجانية، وخبرات متراكمة تمنح كل القطاعات المرتبطة بكرة القدم نصيباً وافراً من الفائدة طوال أيام البطولة.
هنا تبرز أبوظبي، كما عودتنا دائماً، لتقدم مدرستها الفريدة والنموذجية، في استضافة أهم الأحداث وأكبرها، ليس على الصعيد الرياضي وحسب، ولكن على جميع الأصعدة، وفي كل مناسبة تكون العاصمة على موعد مع الإبهار، وتتنافس فرق العمل التي تنتشر في الأماكن كافة، لتكون فرقاً إضافية، وكأنها تتنافس مع الفرق المشاركة في تقديم وجبة «كاملة الدسم»، لكل من ابتسم له الحظ، وكان جزءاً من الحضور في أهم بطولة للعالم على مستوى الأندية.
ليست المرة الأولى ولا الثانية، بل هي الرابعة، وفي كل نسخة لا تألو أبوظبي جهداً في تقديم الجديد المدهش، وهي عندما تتصدى لاستضافة بطولة بحجم كأس العالم للأندية، لا يكون الفوز بتنظيمها شرفاً بقدر ما تكون تكليفاً، أثبتت أبوظبي على مدى السنوات أنها أهل له، وأن الاحتفال لا يكون بإعلان الاستضافة، ولكن بعد النجاح الكبير الذي يتحدث عنه القاصي والداني.
استضافة أبوظبي للأحداث الرياضية، هو مكافأة ثمينة لهذه الأحداث، وهنا تكون لأدق التفاصيل أهمية كبيرة وعظمى، فلا مجال للصدفة أو الاعتماد على عامل الحظ، فكل شيء مرسوم بدقة متناهية، والتخطيط يسير في مسارات متوازية لكل الفعاليات بطريقة مثيرة وجميلة، ويتنافس العاملون والمتطوعون على البذل والتضحية والعطاء، لتكون النتيجة بطولة مثالية وتنظيماً خالياً من الأخطاء.
أبوظبي عاصمة العالم، هنا يلتقي عشاق الساحرة المستديرة مرة أخرى، هنا لا تتوقف وتيرة الأحداث، تودع مناسبة بيد لتستقبل مناسبة جديدة باليد الأخرى، تفتح أبوظبي ذراعيها لترحب بضيوفها الذين يجدون فيها وطناً يقدم لهم فيها أهلها الترحاب والابتسامة والضيافة على أصولها، ويجدون فيها الحب والتسامح والتعايش والألفة، نعم تقام الأحداث في كل عواصم الدنيا ولكن أبوظبي دائماً مختلفة.
يحل العالم في ضيافة الإمارات، وفي أبوظبي بالذات، هنا تجتمع الأصالة والحداثة تحت سماء واحدة، نسافر نحو الفضاء بخطى حثيثة، وفي الوقت نفسه نحافظ على تراثنا الأصيل، وموروثنا الجميل، هنا مهرجانات المزاينة والإبل، وهنا متحف المستقبل، هنا يعيش الجميع في تناغم تام، يرفلون بأمن وسلام، تختلف الأعراق وتتعدد الديانات، ولكن العالم واحد، هذا هو نهج الإمارات وتلك هي وصية «زايد».