تحت الرعاية السامية الكريمة لقائد المسيرة المباركة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تحتضن عاصمتنا الحبيبة، فعاليات الدورة الـ33 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، التي انطلقت أمس الأول في مركز أبوظبي الوطني للمعارض الدولية «أدنيك»، وتحت شعار «هنا..تسرد قصص العالم».
دورة متميزة من المعرض العريق الذي يحمل في طياته كل صور الاهتمام المبكر من لدن قيادتنا الرشيدة بالكتاب وأهل الثقافة والتي جعلت منها جسرا للتواصل الحضاري والإنساني والمعرفي مع مختلف ثقافات العالم.
اهتمام يحمل رؤية ثاقبة وعميقة بدور الثقافة والمثقف والأديب والمفكر في التقارب الحضاري بين الشعوب انطلاقاً من رؤية مشتركة في بناء المجتمعات المزدهرة والمستقرة، رؤية تشرع الأبواب لقيم التعايش والتسامح واحترام الاختلاف وتتصدى للانغلاق والتعصب والتطرف وإقصاء الآخر.
لقد نجح معرض أبوظبي الدولي للكتاب في ترسيخ مكانته منذ انطلاقته قبل 33 عاماً ليس كتظاهرة ثقافية متجددة، وإنما كمنصة للحوار والثقافة والفكر والصناعات الإبداعية وتبادل الخبرات والتجارب. كما أصبح ذا دور ريادي في إبراز ما تحقق في قطاع النشر والمطبوعات، حيث يجد المرء كل جديد تقدمه مطابع العالم وليس المنطقة العربية فقط، بل ويؤكد المعرض الدور التنويري ومشعل الفكر والإبداع الذي يشع على الجميع، انطلاقاً من إمارات المحبة والعطاء وهي تسرد للعالم بعضا من تجربتها الملهمة في بناء الإنسان والأوطان.
دورة هذا العام تحتفي بالدور الريادي في الثقافة والأدب والفكر لجمهورية مصر العربية الشقيقة ضيف شرف المعرض، كما تحتفي بالأديب المصري الكبير الراحل نجيب محفوظ، صاحب نوبل للآداب شخصية محورية للمعرض، وهو احتفاء بإبداعاته التي أثرت الفكر والأدب.
يشارك في دورة هذا العام من المعرض 1350 ناشراً من 90 دولة، وهناك 140 داراً تشارك لأول مرة في المعرض الذي يتميز هذا العام أيضاً باستحداث محور «كتاب العالم»، الذي يتناول مؤلفاً أثَّر في مسيرة الأدب العالمي، وامتد أثره عبر السنوات والثقافات.
وجرى اختيار كتاب «كليلة ودمنة»، لعبدالله بن المقفع، بالتزامن مع إقامة معرض فني ينظِّمه متحف اللوفر - أبوظبي عن «أدب الخرافة من كليلة ودمنة إلى لافونتين». نحن أمام دورة استثنائية من دورات معرض أبوظبي الدولي للكتاب والذي نجح في إحداث نقلة نوعية كبيرة وغير مفهومة من معارض الكتاب من نمط تقليدي لآخر تفاعلي يثري بإضافات نوعية الثقافة والفكر الإنساني.