-    عام جديد وسعيد، وكل أمنيات النجاح والتفوق والتحصيل المعرفي لطلبتنا في بداية يومهم الدراسي، والآمال مطروحة عليهم أن يمازجوا بين أصول التربية وعميق التعليم، لأنهما هما المدامك الحقيقية لتوازن الشخصية ورقي النفوس وتطورها، وتميزها في الحياة.
-    سنظل نشكو من تعب العربية وثقلها على نفوس طلبتنا، لأسباب تتعلق بهم، وأسباب تتعلق بالمجتمع، وأسباب تتعلق بالمنهج وطرق تدريس العربية، وهذه مشكلة مستديمة، وتطورت إلى دائمة مع تهديد بالخطر، وهذه المرة الخطر يدق ناقوس الهوية، وهو أمر يعني أن «الحلقة وصلت لبطان».
-    ما زلنا منذ سنوات طوال طوال، نناقش في العشر الأواخر من الإجازة الصيفية مسألة الحقيبة المدرسية بمجالسنا وإعلامنا ومنابرنا الديمقراطية، لكننا ننساها بعد أسبوع من انتظام الدراسة ولا نعود نتذكرها إلا في بداية العام الدراسي الجديد، البرلمان الفرنسي حلّها في أول جلسة برلمانية، وحددوا المواصفات، والأوزان، وعملوا صناديق للاحتفاظ بالكتب المدرسية، منعاً لأي أضرار تلحق بالعمود الفقري وأطراف التلاميذ.
-    الأسبوع الأول من بدء الدراسة «يلطمونه» الأهالي والطلاب على أساس أنه فوق البيعة أو فوق الإجازة، مثلما يفعلون بالأسبوع الأخير من نهاية العام الدراسي على أساس أنه تحصيل حاصل، ما زالت فرحة التغيب عن المدرسة، ولو كنت من الشاطرين.
-    مسألة الحفريات ورصف الطرق الداخلية، وحول بعض المدارس لا تحلو إلا مع الدوام المدرسي، وإذا سألت: طيب كان الأولى أن تكون الصيانة والتعديلات في الإجازة الصيفية، تسمعهم يقولون: والله ما لحقنا، وهو عذر كل عام، المهم أن المكيفات لحقوا على صيانتها، وإلا الطلاب بيداومون بملابس الرياضة.
-    بعض المدارس نقلت صفوفها من مدرسة أبوظبي إلى مدرسة جزيرة ياس، لأسباب تتعلق بالصيانة، طيب والأهالي الذين أخبروا قبل أسبوع فقط كيف يرتبون أمورهم وأمور توصيل أولادهم من أبوظبي إلى ياس كل يوم؟ قالوا لهم: انتم أولياء الطلبة، وعليكم أن تتحملوا جزءاً من التضحيات من أجل أبنائكم، وكلها 160 كيلو متراً يومياً، 40 كلم مسافة الطريق ذهاباً ومثلها في العودة صباحاً لمقر أعمالكم في أبوظبي تحملوها، وتحملوا مثلها مساء، خاصة وأن هذا الأمر بشكل مؤقت ولثلاثة أشهر قابلة للتجديد!
-    ليس أجمل من بنت صغيرة في الروضة مع العقصين الضفائر، تحمل على ظهرها حقيبتها الخالية الملونة، يا سلام ما أحلاها، تتمناها أن لا تكبر، وتبقى في مرحلة التأتأة، وخلط الأشياء، ونشاطها شبه الكسول صباحاً، وفي ساعة عودتها تمضي الطريق نائمة بعد ما حكت نصف حكايتها المدرسية.