يعني بصراحة ممنوع أن تصاب بكارثة طبيعية أو تتعرض لأي منخفض جوي أو تهبّ عليك رياح قاسية من جهة البحر، وترفع من علو الموج على شواطئك، وكأنه «تسونامي»، خاصة إذا كنت تعيش في الإمارات؛ لأن هناك فريقاً من الناس ليس لديهم من مهنة غير التربص بالإمارات، وما يجري في الإمارات، حتى تكاد أن تشك في أنهم من القبّيضة والمدفوع لهم مقدماً، وعليهم التحرك والتصرف دون الرجوع لأي مرجعية، وهناك فريق لا إذا كانت الإمارات في نعمة ذكرونا بجميل منجزنا، وأثنوا على خير ما فعلنا، ولا إن كانت هناك كارثة طبيعية ألمت بنا، يعني نحن في الحالتين محسودين على النجاة والغرق، بين الفريقين من يعتقد أن الإمارات محصنة عن الكوارث الطبيعية، ومنهم من يراهن على فشلها بالأمنيات والرجاء، لكن لماذا يتمنى الكثير لها الفشل ولو بفعل أي تدخل طبيعي ليفرحوا بفشل عجزوا عن تحقيقه في الواقع المتاح والعادي، خاصة أنهم يمتطون اليوم ظهور وسائل إعلامية رقمية رخيصة الإنتاج، عظيمة التأثير، والتي تحول الحقائق وتقلب الوقائع، وتخلق حالة وكأنها الواقع، ولا يبقى للإمارات في ظل هذه الفوضى المعلوماتية الكاذبة إلا «روح الإمارات» التي يراهن عليها المخلصون والمحبون، وهي الأهم للبقاء والنجاح وتكرار التميز وريادة الأشياء.
لذا.. دخيل الله من فضل أفضالكم لا تبررون للآخرين ما حدث أو قد يحدث، ليس من مصلحتنا كدولة أن نبرر مثلاً جريمة شنعاء ارتكبها أحمق على أرض الإمارات، لأنها تحدث اليوم هنا، وغداً هناك، ولأن التبرير يجعلنا ننساق وراء من يريدون مسح الدرب الذي نمشي عليه بالوحل، ولأنهم يدركون أن البعض منا يجعل من نفسه في مواقع الدفاع، ترا.. ما نحتاج ولا ضرورة لذلك، لأنه لو هجم الجراد علينا بعد يومين من المطر، فسيظهر أناس يبررون غزو الجراد للإمارات نتيجة استهزاء الآخرين الجاهلين، لماذا نجعل من أنفسنا نقطة ضعف، ومحل تبرير لأحوال جوية أو تقلبات سياسية أو غيرها من الأمور، وكأننا جزء منها وسبب فيها؟ والله لو انقطع الكيبل البحري للإنترنت في «ألاسكا»، والذي ربما تستثمر فيه شركاتنا الوطنية للاتصالات، لا أدري، لظهر أشخاص حاقدون حاسدون، وغير مودين ليتهموا الإمارات بقصورها وادعائها أنها السباقة في كل الأمور وريادتها الدائمة، ترا.. الكوارث أيام، ولكن الاستمرارية والديمومة أشهر وسنوات، وترا.. الدلع وايد عندنا، فإذا ما تحطم باب شقة في عمارة قائمة لسنوات، ليس بالضرورة أن تكون مسؤولة عنه الدولة، والدولة تراها ليست مسؤولة عن أشياء وخصوصيات الناس الصغيرة والبسيطة، والتي تخضع لمسؤولية الأفراد، وهو أمر في كل بقاع العالم، فلو كانت لدي شقة في باريس مثلاً، وفي ظل أي ظروف تحطمت أبوابها ونهبت ممتلكاتها، فلا يعني ذلك أن الحكومة الفرنسية مطالبة بأن تجد لي الحل والبدائل وتقدم لي الحلول، صحيح أن الإمارات تدلع المقيمين والساكنين وتقدم امتيازات من ذهب، ولكن هذه عطية وهدية وليست إلزامية، ومثال بسيط على ذلك مواطن هندي من كيرلا اشترى شقة في مدينة بمبي أو مومبي وانهارت الشقة أو احترقت أو غرقت بسبب فيضانات الأمطار المستمرة لمدة ثلاثة أشهر متتالية، هذا المواطن لا يمكن أن يلوم الحكومة الهندية أو بلدية مومبي أو الشركة المطورة التي سلمته الشقة قبل سنوات بجاهزية وكمالية، شقتي التي في لندن إذا ما تعرضت لأي أضرار أو كوارث فهناك شركات ما بعد البيع، وشركات تأمين، وشركات مختصة بالحفاظ على استدامتها، وتوفير كل إمكانات المحافظة عليها، منها شركات صيانة المباني وشركات إدارة العقارات، وشركات التأمين على المخاطر.. لِمَ الإمارات وحدها تدفع أضعافاً مضاعفة لكل الأشياء التي تحدث فيها وحولها وحواليها؟!