لا تنفكّ دولة الإمارات، منذ قيامها قبل 50 عاماً، تولي اهتماماً منقطع النظير للبيئة، وتخصّص لهذا الجانب ما يستحقّه من دعم ورعاية واهتمام، انطلاقاً من قناعة راسخة بأن استدامة الحياة وجودتها ترتبطان بشكل مباشر بمنع الإضرار بالطبيعة وبأيٍّ من مكوّناتها وعناصرها الأساسيّة، واستناداً إلى نهج متأصّل تناقلته الأجيال على هذه الأرض وأدركت قيمته وحافظت عليه، وهو تحقيق التوازن بين متطلّبات المعيشة وحفظ الموارد الطبيعية.

هذا الاهتمام تجلّى فيما أولاه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، من عناية ورعاية لهذا الجانب، وما بذله من جهود جعلت مفاهيم البيئة وصونها حاضرة في كل ما تبنّته الدولة من مشاريع وما حّققته من نهضة وتنمية وتطوّر، فقد أرسى لدى الأجيال أسس الاستدامة وكانت أياديه البيضاء سبّاقة دائماً إلى إطلاق المبادرات الخلّاقة، وزرَع في نفوس أبناء الإمارات وعقولهم وفي أوساط المجتمع كلّه، مفاهيمَ الحفاظ على البيئة، وحرص على مأسسة العمل البيئي من خلال إنشاء المؤسّسات والهيئات المتخصّصة التي تعمل وفق أسس علمية وخطط واستراتيجيات محكَمة، وتَستخدِم أحدث التقنيات.

لقد آتَى الغرس أُكلَه؛ إذ تواصل النهج وتعزَّز في عهد القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، وتوالت الإنجازات وتراكمت، وكانت لهيئة البيئة–أبوظبي، بقيادة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثّل الحاكم في منطقة الظفرة ورئيس مجلس إدارة الهيئة، بصمةٌ واضحة ومؤثرة فيها، من خلال مشاريعها الكثيرة والمتنوعة التي تصبّ في مصلحة حماية بيئة الإمارة، والمحافظة على الحياة الفطرية فيها بكلّ أشكالها وأوساطها.

مشاريع هيئة البيئة–أبوظبي وإنجازاتها لا تخطئها العين وهي تمضي نحو المزيد الذي يحقّق لأبوظبي ولدولة الإمارات الريادة والتميّز؛ ما يجعلها واحدة من أفضل دول العالم وأكثرها عناية واهتماماً ببيئتها، من خلال مشروعات طموحة تؤكدها المبادرات الاستراتيجية للهيئة لعام 2022، التي تتضمّن 311 مبادرة تأتي ضمن 11 أولوية استراتيجية، تشمل 7 أولويات تتضمّن 229 مبادرة، و82 مبادرة ضمن 4 أولويات استراتيجية مؤسّسية؛ من أهمّها، إعادة تأهيل الموائل البحرية واستعادة الحرجة المتدهورة منها، وتنفيذ سياسة المواد البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة، بجانب مبادرات أخرى تسعى إلى تقليل آثار الأنشطة الإنسانية على نوعية وجودة الحياة.

إنجازات «الهيئة» تسطّرها المحميات الطبيعية، والأنواع التي عادت إلى دائرة الحياة في الإمارة بعد أن كادت تختفي وتنقرض؛ لتظل شاهداً على حكمة القيادة ووعي شعبها، وعلى مهنية وكفاءة مؤسّساتنا الوطنية.

* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.